كم أتعبناك، ووسخنا شوارعك وأزقة حواريك. كم استغللنا جمالك وبعناك للغريب وللقريب. كم حرمناك من حبنا وكم حرّموا علينا أن نحبك كما نريد. \r\n \r\n ذبحوك وذبحناك معهم بشعار الطائفية. استحينا من الجرب الذي تفشى بك. وهربنا الى منافي العالم، نرطن بالإنكليزية والفرنسية واليابانية واللاتينية، طيلة اليوم، وعندما يحل المساء ونعود الى رحم الحقيقة نترك فيروز تصدح في البيت الصغير\"راجعين يا هوى راجعين\"... ولا نرجع. بل نستمر بالهروب، ومعه يهرّب كل واحد منا بيروته التي عبأها في عينيه وأذنيه وأنفه وأنفاسه، قبل أن يحين موعد الاغتراب الذي لا ينتهي. ولكن كيف، وأين تعبىء عزتها وكرامتها؟، وماهذا الشعور اللئيم الذي يطحن الصدر ... ويرفض التوقف. \r\n \r\n كم كانت مبهجة لمّة أهلك فيك... كم كنت على الطبيعة دون \"رتوش\" المطبلين والمزمرين لك، بائعيك بالمزاد. كم كنت بيروت، وأنت تحتضنين من أحبوك وجأوا ليحضنوا جرحك ويشفوه. \r\n \r\n الكل خائف عليك أيتها المدينة –المارد. الكل يراهن... تقوم أم تسقط؟... والكل يساوم على عفتك... وشرفك... ويتساءلون بتهكم، ومن أين لمدينة تنام في أبنيتها 18 طائفة، عفة؟. \r\n \r\n وذلك الوزير- الولد، ابن المرحوم، وحفيد الرئيس المرحوم أيضا، الذي باع واشترى، ولا يزال يسعى الى المزاد لينفخ الجيب ويؤمن ورث ولي العهد، ذلك الوزير أبى أن يتحدث دون أن يوصمك بالجرب الطائفي. وفي اليوم الذي اتحد فيه أبناؤك بطوائفهم رافضين عبودية الدم، والذبح على الهوية، وقف يعلن بأعلى صوته: لا تصدقوا أن الطائفية لا تحكم لبنان، بل تتحكم فيه... صدقوني. \r\n \r\n هل الوزير- الولد، ابن الحرب، وابن الإقطاع السياسي العفن، أعمى البصر والبصيرة؟ ألم يرَ المشهد الحقيقي للبنان؟ ألم يرَ أطفاله وشيبه وشيابه يداً بيد، وقلباً على قلب، وعلماً يعانق علماً، يتعهدون لأنفسهم ولله والوطن أن يحموه من كل فتنة، ومن كل مرض ومن كل شخص تسول له نفسه الاعتداء عليه... إلا بوردة؟ \r\n \r\n الى كل من يضع العصي في دواليب عودة الروح الى لبنان. لبنان واللبنانيون أفاقوا بين 14 فبراير و14 مارس من سباتهم، ولن يعودوا الى نوم الكهوف، ويرفضون قبور الجهل والطائفية، وإذا كانت السلطة في لبنان في واد، فالناس في واد آخر. وإذا لم تلحق السلطة نفسها وترفع عن وزرائها وأجهزتها ورئيسها حجب الظلم والظلام، فستدفع الثمن، لأن التهديد بالموت بعد 30 سنة من دفن الأحياء... مستحيل. \r\n \r\n اختار اللبنانيون بكل طوائفهم الحياة متحدين، ولم يختاروا الطائفية، لذلك نقول للوزير – الولد، تتحدث عن الطائفية، لأنك أنت طائفي ولأنك مستفيد منها... وشعب لبنان اليوم هو أبعد ما يكون عن جرب الطائفية. \r\n