شنت المنظمات الإسلامية وأفراد يعيشون في المملكة المتحدة (بريطانيا) حملة نقد عنيفة ضد بنك HSBC بعدما أرسل لهم خطابات يبلغهم فيها بأنه سيتم إيقاف حساباتهم في البنك ، بدعوي أنهم مؤيدين لغزة ومعارضين للانقلاب في مصر ، وأعطى البنك لتلك الجهات مهلة لمدة شهرين من قرار إغلاق الحسابات وطلب منهم العثور على بنك آخر . واستنكر الدكتور أنس التكريتى، رئيس ومؤسس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات ونجل المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين فى العراق، قيام بنك "إتش إس بى سي" البريطانى بإغلاق حساباته وأسرته دون أسباب ضمن من تم إغلاق حساباتهم . وقال - في بيان له وصل "الشرق تي في"- :"استلمت يوم الثلاثاء الماضي 22 يوليو أربع رسائل باسمي واسم زوجتي وولداي (أعمارهما 16 و 12) من بنك HSBC تعلمنا بقرار إغلاق حساباتنا الشخصية وإلغاء بطاقات الائتمان وإنهاء العلاقة بشكل نهائي مع البنك، دون تقديم أي تفسير لهذا الإجراء التعسفي". وأشار "التكريتي" إلي أنه تبع ذلك بيومين إشعاره بأن نفس البنك قرر إغلاق حساب مؤسسة قرطبة - التي يرأسها - ثم رسالة سادسة يوم الجمعة الماضي بشأن إغلاق حساب شركة علاقات عامة تديرها زوجته منذ بضعة سنوات . وتابع :"رغم محاولات عدة للاتصال بالبنك لتفهم الأمر والاستيضاح عن أسباب قيامه بهذا الإجراء وبالأخص فيما يتعلق بزوجتي وأبنائي، لم نجد من البنك أي رد أو إجابة عن التساؤلات ، وعند التحري، السؤال من بعض المختصين، وصلت لاستنتاج بأن مصرف HSBC قام باستهدافي أنا وعائلتي وآخرين بسبب نشاطي في الدفاع عن غزة ضد العدوان الهمجي الصهيوني على أهلنا في القطاع، وبسبب حراكي في مناهضة ومعارضة الانقلاب العسكري في مصر". ودعا "التكريتي" مصرف HSBC لإنكار مزاعمه - التي تحدث عنها- علانية وبشكل صريح لو كان مخطئا ، مشيرا لأن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها حصة كبيرة في بنك HSBC، وأن ذلك يمكن أن يكون وراء قرارات البنك . وتابع :"رغم أنه ليس بالإمكان ملاحقة البنك قضائيا إلا أنني قررت ألا أسكت عن هذا الفعل السيء وأن أنبه كل من يملك حسابا في مصرف HSBC إلى أنه لا يمكن التعويل على هذا البنك وأنه من الضروري البحث عن بنك آخر في أسرع وقت ممكن". وأستطرد :"كما أرجو ممن يقوم بالفعل بإغلاق حسابه معهم أن يوضح للبنك سبب ذلك، فإذا علم البنك بأن مئات أو آلاف من زبائنه قد أغلقوا حساباتهم وانتقلوا إلى منافسيه وأن سمعته تضررت، فقد يفكر مليا قبل أن يقدم على نفس الفعل المشين مستقبلا مع أي زبون مسلم آخر". واختتم رئيس مؤسسة قرطبة بقوله:" إذا كان بنك HSBC أو من وراء هذا القرار البائس، يظن أنه سيدفعني إلى تقليص أو تهدئة نشاطي لأجل غزة وفلسطين والعراق ومصر وسوريا وغيرها من القضايا العادلة، فقد أخطأ خطئا جسيما. بل جهدي في هذا المجال سيزداد وترتفع وتيرته بعون الله تعالى". غلق حسابات مساجد ومؤسسات اسلامية وكان كلٌّ من مسجد فينسبري بارك، ومؤسسة قرطبة ووقف رعاية الأمة قد تلقوا رسائل متطابقة من البنك يبلغهم فيها أن الحسابات سيتم إغلاقها بسبب "أن توفير الخدمات المصرفية لهم حاليًا يقع خارج رغبة البنك في المخاطرة" . ولم يذكر البنك مزيدًا من التفاصيل حول القرار، مما أدى إلى تكهنات بين المنظمات التي تمّ استهدافها أن السبب هو موقف تلك المنظمات من قضايا الشرق الأوسط ، ودعمهم للمقاومة الفلسطينية . ووصف محمد كوزبار، وهو رئيس مسجد فينسبري بارك، القرار بأنه "مذهل" ، وقال إن المسجد لم يشارك في أي أنشطة سياسية، واتهم بنك HSBC بالتمييز ، وقال: "نحن جمعية خيرية تخدم المجتمع المحلي، ولسنا منظمة سياسية تشارك في قضايا خارج المملكة المتحدة ، وهذا دليل على استهداف المنظمات المسلمة بغض النظر عن من هم أو من يدعمون" . وقال محمد أحمد، من مجلس أمناء صندوق رعاية الأمة، إنه يعتقد أن البنك قد أغلق حسابه بسبب عمله في غزة ، حيث كان الصندوق قد قام بتوزيع أكثر من 70 مليون جنيه استرليني لمشاريع في 20 دولة، كما عمل في غزة لمدة 10 عامًا . وقال "أحمد" إن عملهم في غزة يتعلق فقط بتقديم المعونات الإنسانية، مثل سيارات الإسعاف والمساعدات الغذائية والمساعدات الطبية والمنح. وأكّد : "نحن لا نريد أن تضار جهود الإغاثة لدينا. ولذلك فنحن نحاول قصارى جهدنا ألا تكون أعمالهم تندرج تحت الأعمال الحزبية قدر الإمكان" . من جهته رفض بنك HSBC التعليق على هذه القضية على وجه التحديد، ولكنه أكد أنهم يعملون على ضمان عدم حدوث أي تمييز في قرارات من هذا النوع ، وقال إنه لا يناقش علاقاته مع عملائه، مؤكدًا أن قراراته بشأن أعماله "لا ترتكز على عرق أو دين"، حسب مزاعمه .