قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن أجهزة الأمن صادرت جريدة "وصلة" التي تصدرها الشبكة العربية مساء أمس من المطبعة، وألقت القبض على عامل المطبعة وقامت بالاستيلاء على كل نسخ الجريدة ومواد الطباعة ، في خطوة ينظر لها في مصر علي أنها تستهدف ضرب المجتمع المدني ومنظمات حقوقية أو "تدجينها" بعدما أغلقت سلطة الانقلاب صحف المعارضة مثل "الحرية والعدالة" و"الشعب" . وأكدت الشبكة العربية في بيان لها اليوم الأحد : "رفضت قوات الأمن إطلاع المحامين على محضر الضبط أو على التفاصيل بالمخالفة للدستور المصري، لكن أحد الضباط ابلغهم شفاهة، أن الاتهام هو إصدار جريدة تدعو لقلب نظام الحكم والتحريض عليه، زاعما أن الجريدة تصدرها جماعة الإخوان المسلمين". بدأ ضرب المجتمع المدني وقال جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية والمسئول عن الجريدة تعليقا علي مصادرة الجريدة : "بدأ ضرب المجتمع المدني وإظهار نوايا السلطة الجديدة أسرع مما توقعنا، فلم يمضي سوى أسبوع على تولي الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي لمقاليد الحكم، وهذا الهجوم بجانب إعلانه موقف الحكم الجديد من المجتمع المدني، فهو يمثل إشارة لمصير حرية الصحافة وحرية التعبير عبر مصادرة جريدة وتلفيق اتهامات عبثية وساخرة، بزعم يثير السخرية وهو الانتماء للإخوان المسلمين". وقال : سوف نعرف من التحقيق اليوم وتطورات القضية .. بدء رسمي لحملة ضد المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، وآيا ما كان قرار النيابة العامة في هذه القضية الملفقة الساخرة، فإن الشبكة العربية لن يتوقف نشاطها وإصرارا على إحلال سيادة القانون مهما كان الثمن الذي ستتكبده جراء ذلك". وتضمن العدد الأخير مدونة وصورة ساخرة عن "السيسي كملك لمصر" ، وتدوينات لنشطاء بعنوان : "تحليل لظاهرة صعود السيسي كنجم من منظور نفسي اجتماعي " و"أسئلة الي عبد الفتاح السيسي" ومدونة تضامن عن مراسل الجزيرة المضرب عن الطعام عبد الله الشامي ، وسخرية من استقبال محافظ مطروح لسائحة واحدة والحفاوة بها ، وغيرها من التدوينات . وكانت أجهزة الأمن قد اقتحمت المطبعة التي تقوم بطباعة جريدة (وصلة) وهي جريدة غير دورية، تصدرها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان منذ أربعة سنوات، و صدر منها 72 عدد، وقامت بمصادرة نحو 1000 نسخة من الجريدة وقوالب الطباعة واعتقلت عامل المطبعة، وحين توجه محامي الشبكة العربية إلى قسم شرطة أوسيم التابع له المطبعة، رفض ضباط الشرطة إطلاعه على المحضر أو تفاصيل الواقعة وأسبابها، رغم نصوص الدستور الواضحة التي توجب على أجهزة الشرطة إبلاغ المحتجز بأسباب الاحتجاز وعدم جواز مصادر أي مطبوعة إلا بأمر قضائي مسبب، لكنه علم منهم بشكل شفاهي أن الاتهامات هي: " طبع جريدة تدعو لقلب نظام الحكم، والتحريض على قلب نظام الحكم، وأن الجريدة تابعة للإخوان المسلمين " . وجريدة "وصلة" تهدف إلى تجميع بعض كتابات صحفيي الانترنت والنشطاء على مواقع الانترنت و التواصل الاجتماعي مثل – فيس بوك ، المدونات ، تويتر ، المنتديات – ونشرها بالجريدة المطبوعة وتوزيعها للأجيال الأقدم غير المعتادة على مطالعة الانترنت للتعرف على أراء وكتابات الأجيال الشابة، بحيث تصبح الجريدة جسرا ووصلة بين الأجيال الشابة والأجيال الأقدم، وقد صدر العدد الأول من وصلة في أول ابريل عام 2010، وقد احتفى بها الكتاب والصحفيين واعد التليفزيون المصري نفسه حلقة عنها في بداية ظهورها .