يبدو أن الإعلامية لميس الحديدي عندما قالت في لحظة صدق عابرة «إن حملة النفاق للسيسي بدأت مبكراً» لم تكن تعلم هي أو غيرها سواء من مؤيدي الانقلاب أو معارضيه أن النفاق لوزير الدفاع عبدالفتاح السيسي سيصل للحد الذي يضعه في مكانة واحدة مع الأنبياء والرسل. فعندما يخرج أستاذ الفقه المقارن سعد الدين الهلالي ليقول إن الله بعث برسولين من عنده لإنقاذ مصر هما عبدالفتاح السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم ، على غرار ما فعل حينما أرسل موسى وهارون لإنقاذها من فرعون، فلاشك أن هذا تعدى مرحلة النفاق للحاكم ليكاد يقترب به لدرجة التأليه. هناك من وصل بهم النفاق للسيسي للحديث عن أنه ملك من السماء أو ذلك الذي سجد لصورته، ولكن هذه ألوان من النفاق ابتدعها أقوام ذوي ثقافة محدودة أو منعدمة، أما أن يخرج أستاذ بالأزهر، يقوم بتدريس الفقه لطلاب مصر فهذا منبع الخطر من تصريحات الهلالي، الذي ظن أن استرساله في الحديث حباً وعشقاً في السيسي سيمر مرور الكرام لولا أن تداوله نشطاء مواقع التواصل لتثار موجة من السخط عليه. وسرعان ما حاول إعلام الانقلاب إنقاذ ضيف الشاشات الدائم، حيث فتحت له المداخلات التليفونية ليقول إن كلمته أسيء فهمها وأنه قالها للتشبيه ليس أكثر، على الرغم من أن كلام الرجل كان واضحاً بالحديث عن إرسال الله ل «نبيين» هما السيسي وإبراهيم. واقعة الهلالي وغيرها من وقائع «النفاق الديني» كشفت عورة جديدة من عورات مؤيدي الانقلاب الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها لمجرد كلمة قيلت على منصة رابعة العدوية عن «رؤية جبريل» في الوقت الذي أصابهم الخرس بعد «سقطة» الهلالي !