المواطن الذى يعرف عنه فى الفاشيات والنظم الشمولية والسلطوية والمسخ كل شىء فلا يعرف عن الدولة ومؤسساتها وأجهزتها شيئا، بل ويندر أن يعرف حقائق الأوضاع فى مجتمعه. تبدو الدولة كصندوق أسود (بأذنين كبريتين كتعبير عن تنصتها وتجسسها وتلصصها على المواطنات والمواطنين) لا شفافية حوله أو داخله ولا إمكانية فعلية للمواطن لمراقبته ومساءلته ومحاسبته فى ظل غياب الحقيقة وعدم توافر المعلومة. تتوالى انتهاكات حقوق الإنسان والحريات، ويتراجع التوثيق وتتوارى لجان تقصى الحقائق. يسمع المواطن عن إجراءات استثنائية تخرج عما يألفه فى الواقع القمعى المعاش للفاشيات وللنظم غير الديمقراطية الأخرى (كحادثة فتيات الإسكندرية الأخيرة فى السياق المصرى)، ثم يجد الأمر وكأنه بات نسيا منسيا يتجاهله الإعلام والنقاش العام. يشعر المواطن بتغول الممارسات الأمنية والاستخباراتية، ويطالع إعلاما يقول له إن حماية الأمن القومى والمصلحة الوطنية تقتضى هذا. يدرك غياب الشفافية عن حقائق الأوضاع فى مجتمعه، ويستسلم تدريجيا للمعلومة المحتكرة ولتزييف الحقائق ولتشويه الوعى بل وقد يستسيغ مقولات المتورطين دوما فى التزييف والتشويه. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا