قال جون كوبستيك، محرر الدراسة الصادرة عن وحدة تقصي المعلومات في مجموعة الإيكونومست، في بيان صحافي مؤخرا: "يبقى مستوى المعيشة في المدن ثابتا من سنة لأخرى في غالب الأحيان. لكن بالنظر إلى التغير الحاصل على مدى فترة طويلة، نجد أن بعض التغيرات الخطيرة تنشأ هنا وهناك. وفي حين أن الإرهاب كان صاحب الأثر الأبرز على الكثير من المدن في العقد المنصرم، نرى أن الاضطراب المدني الدائر حاليا، هو ما يلقي بظلاله بالدرجة الأكبر على مستوى المعيشة في العقد الحالي". لهذا فمن الطبيعي أن تكون أفضل المدن في العالم المدرجة ضمن قائمة وحدة تقصي المعلومات، هي تلك الأكثر تمتعا بالأمن والاستقرار. من جهة أخرى، تتصاعد وتيرة جرائم العنف في المدن التي تحتل المراتب المتقدمة على القائمة؛ ففي ملبورن وفانكوفر، وصل معدل جرائم القتل تباعا إلى 2.7 % و2.5 % لكل 100 ألف مواطن بين عامي 2010-2011. أما في فيينا، المدينة التي يقطنها نحو 1.7 مليون نسمة، فقد أبلغ عن وقوع 18 جريمة قتل فقط في عام 2010، أي بنحو 1.06 % لكل 100 ألف مواطن. وفي مدينة نيويورك، بلغ معدل جرائم القتل نحو 6.4 % بين عامي 2010-2011، غير أن المعدل على مستوى الولاية كلها كان أقل بكثير، بواقع 4.5 % لكل 100 ألف. كما تفيد الوحدة بأن المراكز التجارية العالمية مثل: نيويورك تكون ضحية نجاحاتها غالبا؛ إذ يغدو نمط الحياة في مثل هذه المدينة الكبيرة البراقة باهظ الثمن. كما أن القاطنين في نيويورك ولندن وباريس وطوكيو لا يتمتعون جميعهم بحياة الرفاهية التي تعد بها تلك المدن، والتي تعاني ارتفاعا في مستويات الجريمة والازدحام ومشكلات النقل العام، بما يجعل العيش معها متعبا ومكلفا. ويثير هذا الوضع تساؤلات عدة حول مقدار المال الذي يتوجب على المرء أن يجنيه في هذه المدينة أو تلك ليتمكن من العيش فيها، إذ ربما يضطر الناس أحيانا إلى السكن في مكان بعيد، وقضاء الساعات في التنقل يوميا من وإلى العمل. وبالتالي فكل هذه العوامل تشترك في تصنيف أفضلية هذه المدن. أفضل مدن العالم وأسوأها معيشة حسب قائمة وحدة تقصي المعلومات في مجموعة الإيكونومست: 1. ملبورن، أستراليا لا عجب أن أثرياء الصين يتهافتون على شراء العقارات فيها، فهي تضم مدارس رائعة وطقسا مثاليا وبنية تحتية عظيمة. 2. فيينا، النمسا عانى اقتصاد هذا البلد من جراء الأزمة المالية الأوروبية، لكن أداءه يظل مساويا لأداء النظام الاقتصادي في ألمانيا بشكل عام. وتعد هذه المدينة الصغيرة أفضل للمعيشة من حيث تدني النزاعات السياسية. 3. فانكوفر، كندا تعد أفضل من سابقاتها، من حيث طقسها الجميل وهوائها المنعش، وكثرة اليخوت والمناظر الخارجية الساحرة. وهي مدينة نصفها هوليودي، ونصفها الآخر يضم جمال شمال غرب الباسيفيك. ولا تتفوق عليها سوى فيينا وملبورن. 4. تورينتو، كندا حين تتجول في هذه المدينة، تبدو لك كأنها دبي أميركا الشمالية؛ إذ تنتشر فيها ناطحات السحاب على مد البصر. كما تتفوق على كالغاري من حيث مستوى الثقافة. 5. كالغاري، كندا تمتاز بطقس أكثر برودة من نظيرتها أديليد. وفي حين سجلت كالغاري نقاطا أعلى من حيث استقرارها الاقتصادي، كانت نقاطها المتعلقة بالثقافة والبيئة أدنى نسبيا. 6. أديليد، أستراليا تعد واحدة من أفضل المدن في العالم، فمن بين 140 مدينة شملها التصنيف جاءت أديليد في المرتبة ال5 مناصفة مع المدينة الكندية: كالغاري. وإليكم أسوأ 6 مدن معيشة في العالم، حسب تصنيف الإيكونومست لشهر أغسطس/ آب لعام 2013: 1. دمشق، سوريا تعاني هذه المدينة العتيقة من الاضطراب المدني، كما تلاحقها شائعات الحرب. ولا غرابة في أن يهوي تصنيفها بنسبة 20% في القائمة، لتستقر في المرتبة الأخيرة. 2. داكا، بنغلاديش تشتهر بتفشي الأمراض وسوء الرعاية الصحية وقدم البنية التحتية 3. بورت مورسبي، بابوا غينيا الجديدة هذه المدينة هشة سياسيا واقتصاديا، ومعاييرها التعليمية متدنية وبنيتها التحتية متهالكة. ويأتي تصنيفها من حيث الثقافة والبيئة أقل من هراري ولاغوس، بالرغم من أنها مثالية للسياح القادمين من جنوب شرق آسيا. 4. لاغوس، نيجيريا يتعين على هذه المدينة التجارية أن تقطع شوطا طويلا على صعيد التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي، كي تستطيع الانضمام إلى أبرز المدن في الأسواق الناشئة. وتعاني لاغوس من الفقر وانعدام الأمن، وتحتل المرتبة 137 من أصل 140 مدينة في القائمة، إلى جانب مدينة بورت مورسبي. 5. هراري، زيمبابوي بالرغم من أنها تشهد تحسنا ملحوظا، ما تزال هذه المدينة من بين الأسوأ على مستوى العالم، فقد جاءت في المركز 136 من أصل 140 مدينة شملها التصنيف. 6. القاهرة، مصر أدى الاضطراب المدني في مدن مثل القاهرة، إلى التأثير سلبا على المراكز الحضرية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وفي حين ينعم بعضها بتحسن نسبي مقارنة بالفترة الماضية، ينحدر بعضها الآخر نحو الأسوأ.