شهادة من قلب مجزرة الفجر أمام نادي الحرس الجمهوري. يقول الدكتور كامل بحيري، الباحث في تاريخ مصر الحديث والمعاصر: أنا كنت معتصمًا عند نادي الحرس الجمهوري وهذه شهادتي. رغم أن الشرطة قتلوا خمسة منا وجرحوا العشرات بواسطة عربة الشرطة المدرعة الموجودة داخل نادي الحرس الجمهوري في أول يوم اعتصام أمام النادي، إلا أننا اعتبرنا أن من قتلنا هم الشرطة وليس الحرس. حمدنا للحرس توزيعه بعض زجاجات المياه علينا رغم سكوته على قتل الشرطة لنا. طلب الحرس عدم الصعود إلى الرصيف فالتزمنا. طلب عدم توجيه الليزر الأخضر إليه فألزمت المنصة الجميع. التزمنا بالسلمية وكنا نعلن أن "الجيش والشعب إيد واحدة"، وأن خلافنا ليس مع الجيش ولكن مع الفريق السيسي. لكن بالأمس "ليل الأحد"، بدأ سوء النية، حيث كانت الطائرات تطوف حولنا وفوقنا على ارتفاع منخفض أثناء الصلاة، ثم تم إلقاء المنشورات من طائرات الهيلوكوبتر علينا تحذر من الاعتداء على المنشآت، فتعجبنا لأننا لم نعتد على أي شيء. صلى بنا الإمام صلاة قصيرة وفي آخر الركعة الثانية سمعنا أصوات طلقات وأصوات إنذار بالضرب على أعمدة الإنارة بالحجارة كما كنا نفعل في ثورة 25 يناير، فخفنا على إخواننا المسئولين عن الحراسة. ثم بدأ إطلاق النار من ناحية صلاح سالم على المتظاهرين الذين يتراجعون بسبب قنابل الغاز ومن الحرس الجمهوري على المتظاهرين الذين يقفون مذهولين أمام الحرس، وعلى المتظاهرين المتراجعين أمام الهجوم الكاسح من الجيش والشرطة في صلاح سالم، وتساقط القتلى والجرحى وتفرق المتظاهرون في العمارات وشارع صلاح سالم يتيهون في الأرض ولا يعرفون أين يتجهون وليس معهم ما يدافعون به عن أنفسهم. دخلت ساحة بين العمارات هربًا من الغاز والرصاص فألقى الجنود علينا الغاز، فدخلت ومعي الكثيرين إلى إحدى العمارات، وكان منهم أحد ممن أصيبوا بالرصاص، ثم فوجئنا بصوت الجنود يصعدون السلالم ويزلزلون المكان بأصواتهم، فهرب المتظاهرون إلى السلالم، وكان أن قدر الله لي فاختبأت ولم يروني، والحمد لله رب العالمين، وكنت أسمع أصوات الجنود من مخبأي وهم يقبضون على زملائي ولا أستطيع فعل شيء. حتى إذا هدأت الأحوال قرب الظهر خرجت وفوجعت بما حدث من مجزرة. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا