لا تزال المعارضة وإعلامها يعيشون في برج عاجي بعيدا عن نبض الشعوب ومعاناتهم، فبعد إعلان الموقف الرسمي بنصرة الثورة السورية، بعد يوم من انعقاد المؤتمر الدولي لعلماء المسلمين؛ ذهب إعلام الفلول ليتهم الرئاسة باستغلال ثورة سوريا لتهدئة أوضاع مصر الداخلية. ولم تتوقف الاتهامات عند ذلك الحد، بل زعم هؤلاء أن دعوة علماء المسلمين جائت استجابة لرغبات الإدارة الأمريكية التي قررت مؤخرا تسليح المعارضة؛ وفي هذا الصدد لا بد من استحضار نقطتين. أولا: أن المسؤولين في واشنطن يكررون تصريحاتهم بمساعدة الثوار ثم يحجمون ثم يقدمون، في موقف غاية في التردد دون تنفيذ أية وعود، فحتى هذه اللحظة لا ندري ماذا سيحدث من أمريكا، بل إنهم لم يوفوا بوعودهم بتقديم مساعدات عسكرية (غير فتاكة) حتى اللحظة-حسب توصيات مؤتمر اسطنبول أبريل 2013-؛ فهل نتخيل أن تقدم مساعدات (فتاكة)!!؟ ثانيا: مؤتمر نصرة العلماء لسوريا يوم الخميس الماضي تم ترتيبه والدعوة إليه قبل أكثر من شهرين، أي قبل أن تكون هناك أصلا دعوات للخروج في الثلاثين من يونيو أو غيره، وكانت فكرته نابعة من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح. وكان الموقف الأمريكي وقت الدعوة إلى المؤتمر هو رفض تسليح المعارضة، بل ضرب بعضها ببعض خوفًا ممن تصفهم بالمتشددين، موقف لم يطرأ عليه إلا السماح بتسليح المعارضة العلمانية التابعة للسياسة الأمريكية –وفي الحقيقة هي مجرد تصريحات لا جديد فيها-. أما المؤتمر الحاشد الذي عقد في استاد القاهرة فقد تم الترتيب له على بناء على دعوة علماء المسلمين إلى النفير العام للجهاد في سوريا، وتم الاتفاق على أن يكون امتدادا لمؤتمر العلماء وفاعلياته، ثم اقترح بعض المشايخ أن تتم دعوة الرئيس مرسي إلى هذا المؤتمر لتكون نصرة رسمية وشعبية تعضدها نصرة العلماء ودعوتهم للجهاد. لكن الإعلاميين الداعمين لبشار الأسد وشيعته ومن قبله القذافي وزمرته، فقد راحوا يقلبون الحقائق ويختلقون الأكاذيب التي ينسبونها إلى ما يصفونها ب "مصادر موثوقة" للتأكيد على أن هذا المؤتمر جاء بتوجيه أمريكي. أما أهل سوريا،،، فلهم شأن آخر،، فقد ارتفعت الروح المعنوية بين أفراد الجيش السوري الحر بشكل واضح، بعد الإحباطات التي أصابت الجميع بعد معارك القصير. ورحبت القيادة المشتركة للجيش الحر بما وصفته بالمواقف التاريخية للشعب المصري العظيم والتي استقبلتها الجماهير والمقاتلون على الأرض بحالة غامرة من السعادة والإمتنان.