قال رئيس الموساد الأسبق افرايم هاليفي تحت عنوان "رجل أسرائيل في دمشق، لماذا لا ترغب تل أبيب في سقوط نظام الأسد؟"، إن رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق اسحق رابين اتصل هاتفيا بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في أكتوبر 1995، قبل أسبوعين من اغتياله مخبرا إياه بوجود انفراجة على صعيد ملف السلام بين دمشق وتل أبيب. وأضاف هاليفي في مقال بمجلة "فورين افيرز" الأمريكية :"أنه على الرغم من اغتيال رابين الذي حدث على يد متعصب يهودي عقب تلك المكالمة بنحو أسبوعين، إلا أن محاولات التوصل إلى سلام مع النظام السوري تواصلت على يد ايهود أولمرت وبنيامين نتنياهو". من جهته، اعتبر موقع تايم أوف إسرائيل تصريحات هاليفي بإنها تفتح سؤالاً مهماً حول مدى موافقة رابين على الانسحاب إلى حدود ما قبل 1967 في حالة التوصل إلى اتفاق مع سوريا. ونوه الموقع إلى تصريحات أدلى بها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عقب اغتيال رابين واصفا ذلك بالخسارة الفادحة. وأشار إلى أنه بعد عام من مقتل رابين، قال حافظ الأسد في حديث مع صحيفة الأهرام المصرية: " الأمريكان أخبرونا قبل مقتل رابين باقتناعه بالانسحاب الكامل من الجولان". وتابع هاليفي في مقاله أن الهجمتين الصهيونيتين على سوريا لا تعني تغيرا في موقف تل أبيب الذي لا يتعجل سقوط نظام بشار الأسد، لكنه تدخل محدود يستهدف منع الأسلحة من الوصول إلى حزب الله. واستطرد الكاتب :"إسرائيل تعرف شيئا واحدا عن عائلة الأسد، طيلة 40 عاما، وهي تمكنهم من حفظ الهدوء على الحدود السورية مع تل أبيب، منذ اتفاق وقف إطلاق النار في هضبة الجولان عام 1974، ولم تحدث مناوشات بين الجانبين في الجولان حتى عام 1982 إبان الحرب الأهلية اللبنانية". وتابع رئيس الموساد الأسبق :"إسرائيل لا تشعر بالثقة في ثوار سوريا، الذين ترعرع بعضهم في كنف القاعدة"،وأردف :"بالطبع فإن امتداد الحرب الأهلية في سوريا لا تخدم مصالح إسرائيل، حيث أن الفوضى المتواصلة، تجذب الإسلاميين من كل مكان في المنطقة نحور سوريا، وتهدد أمن إسرائيل والدول المجاورة، بالإضافة إلى التهديد بفقدان الأسد للسيطرة على الأسلحة الكيماوية". واعتبر هاليفي أن من مصلحة تل أبيب البقاء على الحياد في الحرب الأهلية السورية، بسبب عدم رغبتها في استبعاد الطائفة العلوية المتمركزة على الحدود، مشيراً إلى دور العلويين في حفظ الهدوء وإعطاء أمن إسرائيل أولوية خاصة. ونوه الكاتب إلى أن السبيل الوحيد الذي قد يجعل تل أبيب ترحب بسقوط الأسد هو ضمان وجود بديل يقوم بنفس دور بشار في حفظ الأمن على الحدود، وهو ما ستركز عليه مفاوضات السلام التي تحتضنها واشنطن وموسكو.