هل يمكن أن أكون محترفا ؟ هل حاولت الإجابة بعد معرفتك بالأسس على هذا السؤال : نعم .. وفي سهولة ويسر ، وبكل ثقة فليس الأمر حكرا على أحد دون أحد ، إن ما يراه الواعي البصير فى النتائج التي ينعم بها المحترفون ، يعتقد اعتقادا جازفا وعميقا ، وبصدق ، ان الاحتراف ممكن ، رغم ما يحاصرنا من ضغوط وصعوبات ، فتعال نتعرف على حياة المحترفين ، وما يرغدون فيه من ثمار يانعة ، وأوقات هانئة . دعنا نتساءل أولا : ما نتائج الاحتراف ؟ 1- الرضا 2- الصواب فالصواب حليفهم فى كل خطوة ، عملوا واجتهدوا وأتقنوا واحترفوا ، فماذا يجدون غير الصواب ، لا يتعثرون ، ولا يحتارون ، ولا يتخبطون ، فهذه الكلمات ليست فى قاموسهم ، لانهم هم الصواب ، وذلك بينما بعض الناس يتساءل : أين الصواب ؟ ، وآخرون يقولون : لماذا نصنع الصواب الناقص ؟ ، ونسمع البعض يقول : لماذا أعمالنا بين الصواب والخطأ ؟ أو : متى نعود إلى الصواب ؟ . فالمحترفون دائما يقتربون من الصواب ، لان أهداف المحترف ، إما أن يسدد فيتحقق الهدف ، أو يقترب من السداد فالهدف وشيك التحقيق . وثمرة كل ذلك ، فى أنهم يغرسون الصواب لدى كل من يقابلونهم ، فهم قدوة فى مجتمعاتهم لغيرهم من الشباب والكبار . 3- الإيجابية الهواة ذاتيون ، أي يعملون بدافع داخلي دون إجبار أو إكراه أو مراقبة أو متابعة ، أما المحترفون فهم إيجابيون فإلى جانب الذاتية التلقائية فهم ينقلون الحقائق إلى غيرهم ، فقد انطلقوا من دائرة الذات إلى الغير ، كالشمعة التي تذوب لتنير الطريق لغيرها ، فهم المنتجون فى كافة مجالات الحياة ، وهم المنفتحون على الناس والحياة ، وهم المتحركون على بصيرة ووعي وخبرة ، وهم المتحكمون فى ذواتهم مع الواقع والناس والضغوط ، وهم الواقعيون المرنون مع مواقف حياتهم المختلفة ، وهم المستمرون بجديتهم وهمتهم وتصرفاتهم واتصالهم بربهم وهم المشاركون المتسامحون المتعاونون لانهم هم الإيجابيون . 4- القدوة يقبل عليهم الناس لان التأثر بالأفعال والسلوك أبلغ وأكثر من التأثر بالكلام وحده . وهم دعاة إلى الحق عمليون يتأثر بهم كل عاقل إلى النهوض والإتقان . وهم مثال حي يثير فى الناس التطلع إلى مراتب الكمال ، ويحفزهم نحو العمل وتحقيق الأماني والأحلام . وهم الذين يقنعون الآخرين بأن بلوغ الفضائل من الأمور الممكنة ، فشاهد الحال منهم أقوى من المقال وهم الذين يحفزون الناس ان يكونوا من المستويات الجيدة ، وهم يتعاملون مع الحياة ، من صبر وإصرار وتحمل وصلاح . 5- الاحترام لقد نالوا تقدير الآخرين واحترامهم لهم ، وهي حاجة بشرية اجتماعية ، تدفعهم نحو المزيد من العمل وإتقانه وتحقيق أهدافهم . إن أكبر حافز لهم على الاستمرار هو تقدير الآخرين واحترامهم لما يقدمونه من إتقان وتمكن فى العمل . يتزودون بطاقة هائلة من تقدير الآخرين تجعلهم يحققون أهدافهم ويحولون الأفكار إلى واقع ملموس الاحترام ليس لاشخاصهم فحسب ، بل للقدرات التي جعلتهم فى هذا المستوى العالي ، مما يحفز الآخرين لاكتشاف قدراتهم والاستفادة منها . 6- الكسب 7- الإنجاز وأخيرا هم يتمتعون بمتعة الإنجاز ، ونشوة التحقيق ، ولذة النتيجة ، حينما يرون أهدافهم واقعا يعيشون فيه ، ويتمتعون بلحظاته ، ولم لا ؟ وهم كانوا يبادرون لصنع الأحداث وتوجيهها ، ولا ينتظرون أن تلعب بهم الأحداث أو المواقف . وهم يفكرون فى الحلول والخيارات ، ولا يفكرون فى المشكلات والعقبات . وهم يتصرفون غير عابئين بالضغوط ، ولا ينتظرون تصرفات الآخرين ليقلدوهم . إنهم نجحوا بالفعل وفى الحقيقة ، بإن يكون كل منهم " صانع الإنجاز " سلوكا وعملا ، وليس هتافا وكلاما . هل أنت محترف أم هاو ؟ فى مهنتك ، فى التعامل مع أسرتك ، فى التعامل مع الناس ؟ فى التعامل مع الأفكار ؟ فى تدوينك ؟ فى تصرفاتك الأخلاقية ؟ فى سلوكك مع المجتمع ؟ فى عملك لخدمة الإسلام ؟ فى دعوتك للاخرين ؟