تحدث الرئيس محمد مرسى خلال مشاركته فى مؤتمر "مبادرة دعم المرأة" بنبرة يغلب عليها الكثير من الوعيد والتهديد ضد كل من "يضع صبعه جوه مصر"، لكن هل جاءت هذه التصريحات شديدة اللهجة استجابة لمن يطالبونه بالحزم والشدة أم هى مجرد حلقة جديدة من حلقات التهديد التى يلجأ إليها الرئيس لتفسير وتبرير "تفكك" مفاصل الدولة؟؟ فقد تعمد مرسى فى كلمته التركيز على المحرضين سواء كانوا إعلاميين أو صحفيين أو رجال أعمال أو ساسة، ولوح باستخدام قانون العقوبات فى وجه كل من يحرض أو ينشر أخبارا كاذبة . ولعل ما يميز هذه اللهجة الجديدة فى التهديد عن سابقتها هو الإشارة إلى بعض الشخصيات بعينها، حيث قال :"الى عليه ضرائب مش عاوز يدفعها يسلط مذيع" فى إشارة صريحة إلى رجل الأعمال الهارب نجيب ساويرس. وأضاف :"واللى بيسافر يقابل حد عشان يرجع يعمل مشكلة". ثم ازدادت نبرة الرئيس لتشتد وطأتها عندما قال إن "حياة هؤلاء الناس لا تساوى فى سبيل مصلحة مصر" ،"أنا رئيس دولة بعد الثورة ،يعنى ممكن نضحى بشوية عشان نعيش كلنا..معنديش مشكلة".. واستطرد قائلا:" اللى هيحط صبعه جوه مصر هقطعه،أنا شايف صبعين ثلاثة بيمدوا ايديهم جوه". لكن وعيد الرئيس مرسي ربما يمر مرور الكرام كما حدث من قبل، طالما استمر فى استعراض المؤامرات الخارجية دون الكشف عنها أمام الرأى العام الذى بات من حقه أن يعرف ما يحاك ضده، حيث صرح فى خطاب له أمام قصر الاتحادية أن هناك "شوية سوس" ينبغى عزلهم وأنه يرى "من يتجمعون داخل "حارة مزنوقة"، لكنه لم يترجم أقواله إلى أفعال، وهو ما يفرض هذه المرة على الرئيس الكشف الفوري عن هذه المخططات التي تحاك بالشعب، وإلا سيصبح كلامه مجرد فقاعات لا أكثر ولا أقل.