كيف ستكون النهاية لنظام الأسد العاجز؟ سوف يزول المُلك سريعاً عن بشار الأسد على غرار أحداث مسرحية شكسبير "ريتشارد الثاني". وقد أدى فشل سياسات الرئيس السوري وعجز رجاله إلى وضع النظام على طريق سريع نحو الدمار. ليس هناك شك في أن النظام قد قاتل بشراسة ضد التيارات الثورية القوية التي أثارها. لكن لجوءه للعنف من اليوم الأول للثورة تقريباً قد وضعه على مسار سيؤدي في النهاية إلى دماره. ولم يسع النظام إلى حل سلمي أو التفاوض من أجل الوصول إلى حل كهذا كما لم يكن يرغب به من الأساس. لقد راهن الأسد وزمرته على أن الهياكل الأمنية التي أنشأها والده، وعززها بشار نفسه سوف تسحق المعارضة. وقد ثبت أن هذه الهياكل غير كافية لأداء المهمة. لقد أصبح نظام الأسد أمام قوات هائلة وقوية لا قِبل له بمواجهتها. فجيشه يتعرض للإنهاك في المعارك المستمرة مع الثوار. وقد بدأت قوات النظام تتصرف وكأنها على وشك الهزيمة. ويبدو أنها تفقد الإرادة للهجوم، بل حتى إرادة الدفاع إلى حد ما. وتكتسب عناصر المعارضة المسلحة قوة وزخماً بحصولها على الطاقة البشرية والأسلحة ولا سيما فيما يتعلق بعامل الإرادة الذي هو في غاية الأهمية. ورغم تزايد الخسائر التي يتعرض لها الثوار، إلا أنهم يظهرون مستعدين، وفي كثير من الحالات متحمسين للقتال. وقد بدأت قبضة النظام تضعف أو أنها قد تلاشت تحت ضغط الثوار في جميع أنحاء البلاد. ويمكن النظر إلى هذا التراجع بشكل أكثر وضوحاً في اعتماد النظام المتزايد على العمليات الجوية وعمليات المدفعية، وعجزه عن الدفاع أو إنقاذ مواقع رئيسية تعرضت للحصار والهجوم. ويبدو أنه الآن عاجزاً عن تجميع قوات هائلة، على عكس ما كان عليه الحال في المراحل الأولى من الحرب عندما كان بإمكانه حشد عشرات الآلاف من القوات للقيام بعملية ما. ويبدو أن الأسد محكوم عليه بالفشل، لكن السؤال هو متى وكيف سيتحقق ذلك؟ من غير المرجح أن يحدث هذا في شكل معركة كبيرة طاحنة، لكن سينتهي الأمر على الأغلب على غرار سقوط طرابلس وما آلت إليه الأمور مع الدكتاتور الليبي. أو ربما يأتي الأمر على غرار ما حدث عند تضييق الخناق البطيء حول الملجأ في برلين، وسوف يطوي النسيان أفراد عائلة الأسد وأشد الموالين والداعمين له، وأولئك الذين انتظروا مدة طويلة للهروب. ولن تسير الأمور بالضرورة في خط مستقيم. فمد المعركة لا يسير في اتجاه واحد فقط، بل أن النظام قد يحقق - هنا وهناك - بعض النجاحات في القتال. هل بإمكان النظام فعل أي شيء لوقف أو عكس اتجاهه الهبوطي؟ يبدو من غير المحتمل أن يحدث ذلك. فقد يلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية مع اقتراب الهزيمة وتنامي اليأس والإحباط. هل سيرفض نظام قام بالفعل بقتل عشرات الآلاف من المواطنين استخدام أسلحة الغاز للحيلولة دون هزيمته، حتى ولو لفترة ما فقط؟ إن اللجوء إلى الحرب الكيمائية ليس أمراً مؤكداً؛ وإذا كان المجتمع الدولي سيرد باستعمال القوة، فإن هذا سيعجّل على الأرجح نهاية النظام. ومع ذلك فقد يحاول الأسد استخدام تلك الأسلحة، معتمداً بأن فشل العالم في الرد باستعمال القوة في حالات أخرى صاعد فيها النظام بشكل كبير من وتيرة العنف ضد السكان المدنيين سوف يتكرر مرة ثانية. ----------------------------------------------------------------------------------- جيفري وايت هو ضابط كبير سابق لشؤون الاستخبارات الدفاعية، وزميل للشؤون الدفاعية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الذراع البحثي للوبي الإسرائيلي بواشنطن.