إذا أخطأتَ في محاولة، أو فشِلْتَ في مشروعٍ أو زواجٍ، أو أخفقتَ في امتحان، فلا تسمِّها فشلاً، بل اعتبرها محاولاتٍ علمتَ أنها تُفسد عملَك القادمَ لتتجنَّبَها، فلا تستسلِمْ لليأسِ، ولا تخضَعْ للهمومِ؛ مَنْ مِن الناسِ لَم يخطِئْ؟! مَنْ مِن السابقين الفائزين لَم يَكْبُ؟! الإخفاقُ أوَّلُ عتبةٍ في سلَّمِ الصوابِ، والفشلُ هو خارطةُ طريقِ النَّجاح، ولكن لا بدَّ من الصُّمودِ والإلحاح؛ فمن تمسَّكَ بالإلحاح، لاح له ضياءُ الصباح. الخطأ هو الشَّرارةُ التي يُشعَل بها القِنديلُ ليضيءَ المنزلَ، الخطأُ هو بدايةُ رفعِ القَلم لكتابةِ مجلَّدات من الصواب، الخطأُ هو دليلٌ على بشريَّتِك لا غير. الخطأ الأولُ: هو دليل شجاعتِك وإقدامِك. والخطأ الثَّاني: دليل صمودِك وصبرِك. والخطأ الثالث: دليلُ صدقٍ في الطَّلب. والخطأ الرابع: النَّجاح تِلْوَ النَّجاح. توماس أديسون المخترع الذي عمَّ اختراعُه أرجاء الدُّنيا باختراعِ المصباحِ، حاول أكثرَ من 99 محاولة لهذا الاختراعِ العظيم، ولَم يسمِّها محاولاتٍ فاشلةً، بل أسْمَاها تجارِبَ لَم تنجحْ، ولنا هنا أن نتعلَّمَ من هذا المخترِعِ الصَّبرَ والثِّقةَ بالنَّفسِ والتفاؤلَ، ويقول أيضًا: تعلَّمت 99 طريقةً لا يعمل بها المِصباحُ الكهربائي. فانظر كيف اعتبر الإخفاقَ نجاحًا باهرًا؟! أينشتاين العالِم العبقريُّ صاحب النَّظرية النِّسبية في الفيزياء يقول بأنَّ نتائجَه ومحاولاتِه كانت تخطئ 99%، ومع ذلك لَم ييئَسْ، ولَم يفُلَّ الفشلُ من عزيمتِه. لكنَّ المشكلة عندنا أننا حين نُخفِقُ في أيِّ شيءٍ نريده، منَّا من يُغلِق البابَ، ويضربُ عليه الشَّمعَ الأحمرَ، والسَّلاسلَ الغليظةَ، ويموتُ، ولا يفتحُه مرة أخرى، ومنَّا من يحاول مرةً ثانية ويقول: أحاول هذه المرةَ، فإن لَم أنجحْ، فلن أعودَ أبدًا.