الجعبري يستشهد .. أطفال غزو يسقطون .. مدنها تقصف .. منازلها تدك .. وفوق كل هذا ردود أفعال عالمية تزامنا مع العدوان .. كل هذا ودول الخليج العربي ترقد في سباتها العميق. يومان من القصف الصهيوني على قطاع غزة ولم تخرج دولة عربية خليجية تحديداً لتعلن حتى ولو استنكارها أو شجبها لهذا العدوان مثلما كانت تفعل في السابق حين كانت تكتفي بالتنديد عند كل جريمة ووقاحة يرتكبها الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني. مصر الثورة إلا أن الأمر هذه المرة قد اختلف، فقد توارت الانظمة العربية وخاصة تلك البعيدة عن دول الربيع العربي، لتسكن تماما قريرة العين ولا يصدر منها أي بيان حول العدوان، وهو الأمر المثير للدهشة خاصة وأن مصر قد اتخذت العديد من القرارات والخطوات التصعيدية ضد هذا الاعتداء، ما من شأنه أن يكون حافزا للدول العربية الباقية أن تقوم هي الأخرى بالتصعيد "الدبلوماسي"، فمصر الثورة عادت لتكون رائدة لقضايا أمتها العربية والإسلامية داحضة بذلك حجة البعض الذي آثروا في الماضي الخنوع والخضوع على اعتبار أن "الكبير" هو أيضا كذلك، حتى إذا ما فاقت مصر من سباتها وعادت لتؤدي دورها التاريخي، ظلت هذه الدول على عهدها بالخنوع بكل وفاء، وبدت وكأن على رؤوسها الطير عند كل قذيفة تطال قلوب الأطفال والنساء والشيوخ في أرض فلسطينالمحتلة. الصمت العربي "المعتاد" أثار الانتباه هذه المرة بالتحديد، ذلك أن الوضع في المنطقة بات مختلفا عن ذي قبل بعد أن أصبح صوت الشعوب العربية مسموعاً وفاقت جرائم الكيان الصهيوني الحد، الأمر الذي يكشف الكيانات العربية التي وصل صمتها لدرجة التواطؤ مع الصهاينة ومن ورائهم الإدارة الأمريكية التي ما تزال توهم هذه الأنظمة بأنها الضامن الوحيد لبقائها وأنها المدافع الأوحد لها ضد المد الشيعي القادم من إيران!!. وعندما تمخض الجبل، لم يلد فأرا، بل أنجب سفاحا، ذلك أن جامعة الدول العربية، قررت بعد يوم من العدوان عقد جلسة "طارئة" بالجامعة على مستوى الوزراء العرب لبحث الوضع في غزة والعدوان عليها. بعد الهنا بسنة الجلسة الطارئة حددت لها الجامعة "الموقرة" يوم السبت القادم، اي بعد ثلاثة أيام من هذا القصف، و"بعد الهنا بسنة"، لتكون القوة الغاشمة الصهيونية قد أدت مهمتها بالقطاع على أكمل وجه. إذاً، فليحافظ العرب على كراسيهم ومناصبهم وأموالهم، التي تصونها لهم الولاياتالمتحدة، ولتذهب القضية الفلسطينية إلى الجحيم، وليحيى الزعماء العرب على "أسرتهم" الوثيرة الناعمة قريري العين طالما حافظت لهم واشنطن عليها، غير مكترثين بنظرائهم من أصحاب المقام الرفيع بمصر وتونس وليبيا واليمن الذين وضعوا رقابهم تحت أقدام الأمريكان فكتب الله لهم نهاية هي الأسوأ ما بين سجون ومنفى ومقبرة في الصحراء.