اعتبر خبراء إستراتيجيون أن ما يقوم به الكيان الصهيوني الآن من تصعيد عسكري ضد قطاع غزة هو "اختبارات قوة" يقوم بها الاحتلال الصهيوني بين الحين والآخر وذلك لجس نبض الأنظمة الجديدة التي أفرزتها ثورات الربيع العربي، وخاصة مصر من أجل تحديد خطتهم خلال المرحلة القادمة. وقال الخبير الأمني اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مخابرات أمن الدولة الأسبق، :"إن التصعيد العسكري لجيش الاحتلال الصهيوني له هدفين رئيسين، أولها أن الكيان يقوم بعمل اختبارات القوة مع الأنظمة العربية الجديدة، ذلك لتحديد خطته العسكرية خلال المرحلة المقبلة، منها استدراج حماس فى مزيد من الصراع". وتابع علام في تصريحات خاصة ل "التغيير"، :"أما الهدف الثاني من اعتداء الاحتلال على قطاع غزة هو إثارة مشاعر الجماعات الجهادية في سيناء، وذلك من أجل التحرك في اتجاهات معينة لزيادة الاضطرابات الأمنية في سيناء". وأضاف الخبير الأمني أن الوضع الأمني في سيناء في غاية الخطورة، ويحتاج إلى منظومة متكاملة من أربع محاور"أمني واقتصادي وسياسي واجتماعي" لمواجهة الأفكار المتطرفة للجماعات الجهادية هناك"، مشيراً إلى أن الحل الأمني وحده يزيد من تصاعد الوضع وصعوبته. ومن جانبه توقع د. نبيل فؤاد أستاذ العلوم الإستراتيجية أن التصعيد العسكري من جانب الاحتلال الصهيوني لا يؤثر بشكل مباشر على الوضع الأمني في سيناء، مستبعداً في الوقت ذاته أي موقف عسكري من جانب مصر. وقال فؤاد في تصريحات ل "التغيير" أن مصر ستمارس ضغطاً سياسياً على كل من حماس والاحتلال الصهيوني والولايات المتحدةالأمريكية من أجل التهدئة ووقف العدوان على غزة، وفى نفس الوقت ستستخدم مصر أدوات سياسية أخرى مثل سحب السفير المصري من تل أبيب إذا لم يخضع الكيان للضغوط السياسية. وأضاف فؤاد الخيار العسكري مستبعد من جانب مصر؛ لأن مصر تحترم الاتفاقيات الدولية، ومصر تعلمت من تجربة 67 وتجربة 73 أنها لا تدخل في أي معركة غير جاهزة لها، والموقف الداخلي في مصر لا يشكل قاعدة صلبة لردع الكيان الصهيوني عسكرياً.