عقب تسريب موظف سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تفاصيل برنامج تجسس أمريكي سري للغاية، أقرت شركات معلوماتية كبرى عن تورطها في تمرير بيانات المستخدمين عبر الإنترنت. وأوضح دانييل كناب مدير قسم بحوث الإعلان في مؤسسة "آي إس إتش" الاستشارية أن "موضوع تسرب بيانات عن طريق موقع فيس بوك وجوجل يتعلق الآن ببحث المستخدم عن بدائل لهما، وهو ما يقلل اختيار المستخدمين للانتقال إلى مواقع أخرى؛ لأنها كانت ولازالت متورطة في تسريب بيانات المستخدمين". هذا ومما يؤكد تسريبها لبيانات المستخدمين دعوة شركات "جوجل" و"فيسبوك" و"تويتر" و"مايكروسوفت" إلى توضيح الشروط المفروضة عليها من قبل السلطات الأمريكية والمتعلقة بالأمن. وبحسب ما أفاد موقع روسيا اليوم، فإن هذه المواقع لا تتجسس فقط على المستخدمين، وإنما تخزن بياناتهم وتصنفها في قواعد بيانات لتستخدم في أغراض تجارية وتسويقية. وكان الإعلامي فيصل القاسم قد حذَّر مؤخرًا من خطورة مواقع التواصل الاجتماعي ك"تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب" و"كيك"و"لينكد" وغيرها الكثير، معتبرًا أنها باتت أفضل وأرخص وسيلة استخباراتية لمراقبة تحركات الشعوب والمجتمعات. ولفت فيصل القاسم إلى أن أحد التقارير كشف أن "مكتب التحقيقات الفيدرالية" الأمريكي "إف بي آي" يقوم بالاطلاع على كل ما يرد دوريًّا من أخبار وآراء وتوجهات على شبكات التواصل الاجتماعي، بحيث يتم جمع البيانات والمعلومات المجانية التي يقدمها الناس عن حالهم طوعيًّا وتحليلها". ورأى القاسم أن "أجهزة الأمن والاستخبارات في العالم لم تعُد بحاجة لزيارة الناس في بيوتهم كي تتعرف عليهم وتراقبهم. ولم تعد بحاجة لأن تسأل الآخرين عنهم، إذ يكفي فقط أن تتصفح صفحاتهم الاجتماعية الإلكترونية لتحصل على ما تريد وأكثر". وقال: "لقد كان المحققون العرب يلجأون إلى أبشع أساليب التعذيب لاستنطاق الناس، بينما يسألك "فيسبوك" و"تويتر" بكل تهذيب: "ماذا يدور في ذهنك الآن، فتبوح بكل ما عندك عن طيب خاطر وحرية".