فيما يبدو أنه أول ثمار الضغوط الأمريكية والأوروبية على القاهرة فى الملف الفلسطينى، ذكر موقع يديعوت أحرونوت الألكتروني على لسان مراسله السياسى فى العاصمة البلجيكية بروكسل "روني سوفير" أن مصر وقعت الثلاثاء الماضى علي اتفاق تعاون مع حلف شمال الأطلسي يسمح للأخير بنشر قواته عند محور صلاح الدين (فيلادلفيا) بين مصر وقطاع غزة لمنع تهريب أسلحة للقطاع. وهذا هو الاتفاق الثاني من نوعه الذى يوقعه الناتو مع دولة في المنطقة بعدما كان قد وقع علي اتفاق تعاون مع الكيان الصهيونى. ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في الناتو قوله إنه يتوقع في الفترة القريبة المقبلة أن يوقع الحلف علي اتفاقات مشابهة مع دول أخري في المنطقة، فى إشارة إلى العراق ودول الخليج، وهى الاتفاقات التى تعكس ما أطلق عليه فى الاجتماعات الأخيرة للحلف (التوجهات الاستراتيجية الجديدة). واعتبرت أن للاتفاق بين الناتو ومصر أهمية كبيرة علي العلاقات في المنطقة وخصوصا علي ضوء المكانة الخاصة لمصر التي لديها علاقات تعاون إستراتيجية مع الكيان الصهيونى في قضايا سياسية وأمنية مرتبطة بالموضوع الفلسطيني عموما وبقطاع غزة خصوصا. يذكر أن مصر والكيان الصهيونى كانتا قد اتفقتا بعد انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة في إطار خطة فك الارتباط الأحادى في صيف العام 2005 علي نشر 750 جنديا من قوة حرس الحدود المصرية في الجانب المصري من محور صلاح الدين، وهو الأمر الذى كان الكيان يعارضه بشدة حيث تنص اتفاقية الكامب على منع وجود قوات من الجيش المصرى فى المنطقة (ج). ويطالب الكيان الصهيونى مصر باستمرار بالعمل علي منع تهريب الأسلحة للقطاع وكان العديد من المسؤلين فى الكيان الصهيونى قد اتهموا القيادة المصرية بأنها تدعم حركة حماس وتساعدها علي تهريب أسلحة عبر محور صلاح الدين. مصادر الناتو قالت حسب يديعوت أحرونوت إنه بموجب الاتفاق الجديد سيحق لمصر التعاون مع الحلف في قضايا تتعلق بحراسة الحدود ومحاربة الإرهاب وتبادل معلومات متعلقة بالإرهاب واستقرار مناطق حساسة (لم تحدد المناطق الحساسة ولا هى حساسة بالنسبة لمن، ولا الإقليم الذى تقع فيه هذه المناطق). إلا أن المصادر ذاتها أشارت إلي أنه لا يوجد حتي الآن أي اتفاق خاص يتعلق بالحدود بين مصر وقطاع غزة، ولكن ليس مستبعدا أن يتم بحث هذا الموضوع وتتم المطالبة بمساعدة الناتو في إغلاق هذه الحدود بإحكام. ورجحت يديعوت أحرونوت أن يكون وزير الشؤون الإستراتيجية الصهيونى أفيجدور ليبرمان قد بحث مع نائب رئيس الناتو أثناء لقائهما قبل أسابيع مسألة إحكام إغلاق محور صلاح الدين أمام تهريب الأسلحة للقطاع. وقد دعا ليبرمان إلي إعادة احتلال المحور علي أن ينسحب منه بعد فترة وجيزة وأن تدخل مكان القوات الصهيونية قوات تابعة لحلف الناتو. يذكر أن حلف الناتو كان قد أقر فى اجتماعه الأخير استراتيجية جديدة ومهام جديدة وسياسة جديدة للتسلح تعكس التوافق الأوروبى الأمريكى المتزايد حول مناطق النفوذ، وقد أصبح الحلف أكثر من أى وقت مضى أداة للغرب الاستعمارى لفرض أجندته على دول العالم.