وقعت الحكومة التايلندية للمرة الأولى اتفاقا تاريخياً مع المجموعة المسلحة الرئيسية في جنوب البلاد ذي الأغلبية المسلمة. وجرى توقيع الاتفاق في العاصمة الماليزية كوالالمبور بحضور ممثلين عن الحكومة التايلندية وعن المسلحين، إضافة إلى وزير الخارجية الماليزي. فقد وقع مسؤولون أمنيون في تايلند اتفاقا في كوالالمبور مع أعضاء من جماعة باريسان ريفولوسي ناسيونال الإسلامية المطالبة بحكم ذاتي في الجنوب، بما يفتح الطريق أمام أول محادثات سلام رسمية. ويتوقع أن يطلق الاتفاق عملية حوار من أجل السلام في الأقاليم الحدودية الجنوبية، بما يضع حدا لصراع متفاقم خلّف أكثر من خمسة آلاف قتيل منذ عام 2004. ويأتي الاتفاق عقب تصعيد للعنف في الأشهر القليلة الماضية في جنوب تايلند. وكانت حكومات تايلندية متعاقبة قد أجرت -ومعها الجيش أيضا- اتصالات مع الجماعات المتمردة لكنهما لم يجريا قط محادثات مع الجماعات الإسلامية المتعددة التي تنشط في جنوب البلاد. ومن المقرر أن تعقد رئيسة الوزراء التايلندية ينجلوك شيناواترا ونظيرها الماليزي نجيب عبد الرزاق مؤتمرا صحفيا في ماليزيا في وقت لاحق من اليوم لإعلان تفاصيل عن محادثات السلام المقترحة. ووفقا لمنظمة ديب ساوث ووتش، التي تراقب الصراع في جنوب تايلند، فقد قتل أكثر من 5300 شخص في المنطقة منذ عام 2004 عندما حمل المسلمون السلاح للقتال سعيا إلى قدر أكبر من الحكم الذاتي للمنطقة التي يشكلون نحو 80% من سكانها. يشار إلى أن ماليزيا ساعدت في التوسط في اتفاق سلام بين الحكومة الفلبينية وجماعات إسلامية في أكتوبر الماضي، وتسعى لتكرار دورها في جنوب تايلند.