span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""ما لا تعرفه يا عزيزي أن العلمانية مأخوذة من العالَم وليس من العِلم، فالمنهج العلماني لا يقر إلا بما يلمسه ماديا في هذا العالم،وهو غير معني بحال من الأحوال بالعالم الآخر في حساباته. بمعنى أن مسألة الحلال والحرام ليست معتبرة عند بحث أي مسألة، بل المصلحة الظاهرة وحدها هي من يتم اعتبارها. وهذا لا شك من الضلال المبين. والعلمانية هي ترجمة للكلمة الانجليزية span dir="ltr" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""(secularism) span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" بمعنى اللاديني، ويبدو أن المترجم كان يضمر شيئا في نفسه، ولهذا لم يستخدم هذا التعبير الصريح. span dir="ltr" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""أما عن اتباع منهج التحليل العلمي والأخذ بالأسباب فنحن مأمورون به شرعا عند بحث أي مسألة. ولكن هذا لا شأن له بالعلمانية من قريب أو بعيد. وإنما ظهر ذلك التضاد في أوروبا بسبب تسلط الكنيسة الكهنوتية، أما في الإسلام فلا يوجد لدينا كهنوت أصلا، فرجل الدين اجتهاده يحتمل الخطأ والصواب. span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""أما الليبرالية فهي مذهب فكري يركز على الحرية الفردية، ويرى وجوب احترام استقلال الأفراد، ويعتقد أن الوظيفة الأساسية للدولة هي حماية حريات المواطنين مثل حرية التفكير، والتعبير، والملكية الخاصة، والحرية الشخصية وغيرهاspan dir="ltr" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"". span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" إلى هنا والمعاني بشكل عام خادعة براقة. span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""فماذا إذا اصطدمت معاني الحريات العامة بثابت من ثوابت الشريعة؟ span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""يقوم المذهب الليبرالي على أساس علماني يعظم الإنسان، ويرى أنه مستقل بذاته في إدراك احتياجاته.span dir="ltr" lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" وهنا اختلاف فلسفي أصيل مع معنى العبودية لله. فالإسلام في حقيقته ما هو إلا الاستسلام لله سبحانه وتعالى، أو كما يقول صديقي الأمريكي span dir="ltr" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"""You Submit Yourself to Allah"span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"". بمعنى أن كل المعاني الحقوقية مكفولة في هذا الدين إلا إذا اصطدمت بثابت من ثوابت الشريعة الإسلامية، فليس لك الحق في التعري أو الشذوذ مثلا فهي أمور تنزل بالمجتمع إلى درك منحط يدمر ثوابته الاجتماعية. span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""وهذا في حقيقته الخلاف على المادة 36 من الدستور، إذ يرغب العلمانيون والليبراليون في حذف جملة "بما لا يخالف أحكام الشريعة الإسلامية". وهو ما يعد تجرؤا على الشريعة الإسلامية بشكل لم يسبق أن رأيناه من قبل. وهذا لا شك أيضا من الضلال المبين. span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""بل المضحك والمثير أن الليبراليين في مصر لم يقفوا مع حق المسلمات الجدد مثل "كاميليا شحاتة"، أو "وفاء قسطنطين"، رغم أن مبادئهم الليبرالية تدعوهم للدفاع عن حرية الاعتقاد. و بمراجعة بعض مواقف مدعي الليبرالية في بلداننا سيتضح لك أنهم يكيلون بمكيالين، فهم يقبلون الديمقراطية إلا إذا ولدت إسلاماً، ويأخذون بالحرية إلا إذا كانت نتيجتها لصالح الحق والشرع، فإنهم عند ذلك ينقلبون عليها. span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""ولو راجعت المعاني السابقة جميعها لأدركت السبب في سعي الإسلاميين لإقرار دستور ينزه مجتمعاتنا عن تلك المصائب، ويعلن أننا شعب يعظم الله سبحانه وتعالى ويعلي من قيمة شريعته، وأننا أبدا لن نرضى بأن نصدر أي نص يخالف شريعة الله سبحانه وتعالى. span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""وسنسعى جاهدين معا لتطهير الاقتصاد من الربا من خلال خطة اقتصادية محكمة، وسنسعى جاهدين للنهوض بأمتنا وتحقيق مبدأ الاستقلال والسيادة لنستطيع البناء وفق شريعتنا المطهرة، وسنسعى جاهدين لإقرار نظام اجتماعي عادل يعيد للأسرة قيمتها المفقودة، وسنسعى جاهدين للإصلاح في كل الميادين وفق شريعتنا المطهرة التي هي سبيل النجاة الوحيد للبشرية. span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""معا لدستور يعلن أن الشريعة حاكمة علينا، وأننا جميعا عبيد مستسلمين لله. ثقتي أن تلك هي هوية شعبي الحقيقية التي يجب أن يعبر عنها الدستور. span dir="ltr" style="font-family: "Tahoma","sans-serif"" span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""محمد نصر span lang="AR-SA" style="font-family: "Tahoma","sans-serif""مدير إدارة بإحدى شركات الاتصالات العالمية الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة