أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة أن طفلةً من محافظة قنا في العاشرة من عمرها أُصيبت بسلالة (إتش. 5- إن. 1) القاتلة من فيروس أنفلونزا الطيور وأنها في حالةٍ حرجةٍ جدًّا حيث وضعت على جهاز التنفس الصناعي في أحد مستشفيات مدينة الأقصر ليرتفع بذلك عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمرض بين البشر في مصر إلى 35 حالةً توفي منها 14 حالةً في إحصائيات هي الأكبر خارج نطاق الإصابات بالمرض في قارة آسيا. وقال جون جبور- وهو مسئول في مكتب المنظمة- بالقاهرة: أفادت وزارة الصحة لتوها بحالةٍ بشريةٍ جديدةٍ، إنَّها طفلة في العاشرة من العمر لها تاريخ في الاتصال بالطيور المنزلية. وتأتي هذه الإصابة الجديدة بعد توقف في حالات الإصابة البشرية في مصر دام نحو شهرَيْن بسبب الجو الدافئ في مصر، وقد أدَّى تأخُّر التشخيص إلى تدهور الحالة مما منع نقلها إلى العاصمة القاهرة لتلقِّي العلاج. وقد بدأ وباء أنفلونزا الطيور في إصابة الثروة الداجنة في مصر في مطلع العام 2006م الماضي، وألحق أضرارًا بالغةً بصناعة الدواجن والاقتصاد المصري ككل؛ وزادت الخسائر على مليارَيْن من الجنيهات المصرية؛ حيث يعتمد نحو خمسة ملايين منزل في مصر على الدواجن كأحد المصادر الأساسية للغذاء والدَّخل. وزعمت الحكومة المصرية أنَّ هذا الأمر يجعل القضاء على المرض أمرًا غير مُحتمل، وفشلت كل جهود الحكومة في فرض تطبيق قيود على نقل وبيع الدواجن الحية. وفي الجانب الإكلينيكي من هذا الملف أفادت التقارير بأنَّ معظم من أصيبوا بالمرض في مصر كان لهم اتصال مباشر بطيور منزلية مريضة أو نافقة وبشكلٍ أساسيٍّ في شمال مصر؛ حيث يكون الطقس أكثر برودة من الجنوب مما يلائم انتشار الفيروس، ولكن في علامة على حدوث تغيُّر في كيفية احتمال حدوث المرض في مصر حدثت كل حالات الإصابة البشرية ال11 الأخيرة- باستثناء حالتَيْن فقط- في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد. وأشار خبراء في مرض أنفلونزا الطيور في مصر إلى أنهم يتوقعون تراجع حالات الإصابة البشرية بالمرض خلال أشهر الصيف الحارة في مصر؛ حيث كان قد سبق وأنْ حدث توقف دام نحو خمسة أشهر في حالات الإصابة البشرية مع ارتفاع درجة حرارة الجو فيما بين مايو وأكتوبر من العام الماضي 2006م. ولكن جبور أثار مخاوف من أنَّ حالة الفتاة هذه؛ حيث قال إنَّها حالة غير عادية خلال هذا الطقس ودرجات الحرارة المرتفعة؛ ليعكس بذلك مخاوف الخبراء العالميين من احتمال تحور فيروس أنفلونزا الطيور أو اندماجه مع فيروس الأنفلونزا الموسمية الشديد العدوى، ممَّا قد يثير وباءً قاتلاً يطوِّق العالم ويؤدي إلى مقتل الملايين من البشرِ حول العالم.