تظاهر آلاف الفنزويليين في العاصمة كراكاس احتجاجا على قرار الرئيس هوغو شافيز عدم تجديد تصريح البث المجاني المفتوح الممنوح لمحطة "راديو وتلفزيون كراكاس" (RCTV) الخاصة المعارضة للحكومة، التي هي الأقدم في البلاد. وحمل المتظاهرون الذين تجمهروا أمام مقر المحطة التلفزيونية أعلاما عليها شعارها ورددوا هتافات تطالب بالحرية ورفعوا لافتات كتب عليها "لا للصمت"، بينما وضع أعداد من المحتجين أشرطة لاصقة على أفواههم. وتحسبا لاندلاع أعمال عنف نشرت السلطات قوات لمكافحة الشغب قرب مقر المحطة وسيرت دوريات في شوارع العاصمة. وقد أدانت المعارضة هذا القرار بحق المحطة التلفزيونية "الأوسع مشاهدة"، واعتبرت الخطوة دليلا على ما سمته سعي شافيز لتعزيز مركزية السلطات وتكميم أفواه المعارضة وحدّا من حرية التعبير. وتأتي هذه المظاهرات قبل يوم من انتهاء ترخيص محطة (RCTV) بحلول منتصف ليل يوم الأحد 27 مايو الحالي، بعدما أيدت المحكمة العليا الفنزويلية الجمعة قرارا بعدم تجديد الترخيص للقناة التلفزيونية الخاصة بعد إعطاء نفس تردد القناة لمحطة حكومية تسمى "القناة الثانية". وابلغت إدارة القناة – بحسب الجزيرة - الموظفين بمواصلة عملهم يوم الاثنين القادم كالمعتاد رغم اعتبار إدارة القناة في تصريحاتها أن قرار الحكومة يعني إغلاق القناة. ولكن مع ذلك يحق للقناة -التي تأسست عام 1953- أن تواصل بثها عبر شركات الكيبل وعبر الأقمار الصناعية. وقال وزير الإعلام الفنزويلي ويليام لارا إن أمام القناة خيارات كثيرة للاستمرار في بث برامجها، فهي ستحتفظ بمبانيها وأجهزتها وقدرتها على الإنتاج التلفزيوني ومسلسلاتها وغير ذلك من البرامج. وبإمكانها مثلاً التوصل لتوقيع عقد تجاري مع شركات أخرى أو حتى مع قناة أخرى لبث برامجها. كل ذلك وارد، وبإمكان القناة أن تبث عبر شركة كيبل أو عبر الأقمار الصناعية". واتهم الوزير قناة (RCTV) بمخالفة القوانين المتعلقة بالبث الإذاعي والتلفزيوني في أكثر من مناسبة في السنوات الأخيرة. وأضاف أن عدم تجديد رخصة البث المفتوح للقناة هو "قرار مبني على أسس قانونية ودستورية". وأوضح أن الجهات الحكومية المعنية أبلغت القناة في كل مرة بمخالفاتها للقانون لكن القناة تجاهلت ذلك. وأعطى مثالاً على ذلك بعدم احترام القناة لساعات البث المخصصة للأطفال قائلاً إن القناة بثت مشاهد عنف بدلاً من ذلك. وعن دور الولاياتالمتحدة قال ويليام لارا إن هناك نية سياسية خاصة من طرف الحكومة الأميركية التي وصفها بأنها مهوسة بفكرة إسقاط الرئيس هوغو تشافيز. واعتبر أن خلف ما سماه الحملة الدعائية الدولية تقف وزارة الخارجية الأميركية التي تدعم السيد مارسيل غرانييه رئيس قناة (RCTV). والآن نرى كيف تعلو أصوات بعض المجموعات في أميركا اللاتينية... هي نفسها التي دعمت الانقلاب عام 2002 ضد الرئيس شافيز واليوم تحاول زعزعة الأمن في البلاد. لكن كما فشلوا عام 2002 سيفشلون هذه المرة. نحن مقتنعون بذلك تماماً. وفي خطاب بثته قنوات التلفزة الفنزويلية دافع الرئيس شافيز عن قراره عدم تجديد ترخيص البث المفتوح للقناة باعتبارها أصبحت تشكل تهديدا للبلاد، معتبرا ذلك من صلاحيته. وكان الرئيس الفنزويلي قد أعلن في ديسمبر الماضي قراره عدم تجديد ترخيص محطة (RCTV) واصفا إياها بأنها "قناة تدعو إلى الانقلاب. كما اتهمها بدعم الانقلاب الذي أطاح به مدة يومين عام 2002، وبأنها قامت "بترويج خطط ضد الحكومة لزعزعة الاستقرار في فنزويلا".