وصفت صحف بريطانية وأمريكية أن الهجوم الذي تعرض له حرس الحدود المصري أمس الاحد واسفر عن مقتل 16 جنديا واصيب آخرون ، انه اختبار حقيقي للرئيس محمد مرسي، خاصة أنه أول هجوم من نوعه على الجيش المصري بعد الثورة، وأكثره جراءة ودموية على القوات المسلحة، وسط تحذيرات من تدهور بالغ للوضع الأمني في سيناء وتاثيره على العلاقات مع تل ابيب. وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن تل ابيب تحذر من تدهور الوضع الأمني في سيناء بعد مقتل 16 من حرس الحدود المصريين واختطاف عربات مدرعة ومحاولة شن هجوم عبر الحدود على تل ابيب، وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الصهيونية إن ثمانية رجال مسلحين هاجموا حراس الأمن المصري حينما كانوا يتناولون وجبة الإفطار ، وهو اختبار بالغ الحساسية لأول رئيس مدني منتخب بعد الإطاحة بالمخلوع حسني مبارك. وأضافت إن المسلحين سيطروا على عربتين مدرعتين من حرس الحدود المصري واتجهوا للحدود مع تل ابيب، وهو ما يشير لتدهور الوضع الأمني،ونذير بضرورة استعادة الأمن والضرب بيد من حدديد لمنع تكرار هذا الهجوم . وتابعت الصحيفة إن تل ابيب أصبحت قلقة بشكل متزايد بشأن الفراغ الأمني الذي تعيشه سيناء منذ بداية ثورة يناير قبل 18 شهرا، و موضحة ان تل ابيب وافقت العام الماضي على ارسال المزيد من القوات لسيناء على أمل تعزيز الاجراءات الامنية. واتفقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على أن الهجوم يمثل اختبار حقيقي للرئيس مرسي خاصة أنه يمثل تهديد خطير للعلاقات المتوترة أصلا مع تل ابيب وقالت إن الهجوم أكد تزايد المخاوف من الفوضى الامنية في سيناء، وهي المنطقة التي اشتعلت غضبا بسبب سنوات من الاهمال من جانب الحكومات المصرية المتعاقبة خلال حكم المخلوع حسنى مبارك، وتعمقت هذه المشاكل بعد ثورة يناير، عندما تخلت الشرطة عن دورها في محاربة المسلحين الذي استغلوا الفراغ الأمني لتعزيز وجودهم. وأضافت إن مقتل الجنود يمثل الأزمة الأمنية الأولى لرئيس مصر الجديدة محمد مرسي الذي ظهر على التلفزيون لتقديم التعازي إلى عائلات الضحايا بعد لقاءه بكبار الجنرالات والمسؤولين الأمنيين. وتابعت إن الهجوم يزيد التوتر في العلاقات مع تل ابيب المشحونة أصلا، وأصبح المسئولون الصهاينة يتحدثون صراحة على نحو متزايد عن ثغرات امنية في المنطقة الحدودية، بعد عمليات التسلل المستمرة، بما في ذلك الهجوم الذي شن عبروا الحدود في يونيو الماضي، وأدان مسئولون مع حماس والهجوم ووصفته ب"الارهاب"، وقالت حماس إنها اغلقت الأنفاق التي تستخدم للتهريب بين مصر وقطاع غزة ردا على الهجوم. ومن جانبها ، أكدت صحيفة "شيكاغو ترابيون" الأمريكية على أن هذه الهجوم هو اختبار خطير للرئيس مرسي ولقدرته على حفظ أمن مصر خاصة أنه الهجوم الأول من نوعه الأكثر دموية على قوات حرس الحدود م منذ سنوات، وأتهمت مصر متشددين من قطاع غزةوسيناء بالوقوف وراء هذا الهجوم، وقال مرسي إن المهاجمين "سيدفعون ثمنا باهظا". ونقلت الصحيفة عن الجيش الصهيوني قوله إن الهجوم كان جزءا من مؤامرة لاختطاف جندي صهيوني، وحثت مرسي والسلطات على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمواجهة هذا التحدي الخطير لسيادة المصرية وحماية سيناء من الجماعات المسلحة. ويعتبر الهجوم واحدة من اكثر الهجمات دموية ضد القوات المصرية في سيناء خلال سنوات، مما يؤكد تزايد انعدام القانون في الأراضي المصرية، حيث قوات الأمن أصبحت هدفا للمتشددين. وقال مسئول حدودي مصري إنه تم اغلاق معبر رفح بين مصر وقطاع غزة إلى أجل غير مسمى، وهذا هو المعبر الوحيد لقطاع غزة الذي ليس تحت السيطرة الصهيونية المباشرة. ونقلت الصحيفة عن سامح سيف اليزل ضابط سابق في الاستخبارات المصرية على مقربة من الجيش قوله :"إن الهجوم بدأ عند نقطة تفتيش داخل مدينة رفح، حيث ان المتشددين استولوا على عربات مدرعة واتجهو نحو نقطة التفتيش الحدودية. وكانت تل ابيب أصدرت نهاية الاسبوع الماضي أصدرت تحذيراتها المتكررة للصهاينة لمغادرة شبه جزيرة سيناء، ووقع هجوم مماثل العام الماضي، وتدهورت العلاقات بين مصر وتل ابيب منذ الاطاحة بمبارك وصعود الأحزاب الإسلامية لسدة الحكم. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة