تتواصل ردود الأفعال العربية والدولية على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ولبنان, وسط دعوات عربية وإسلامية لوقف ذلك العدوان. فوسط وجود أمني كثيف تظاهر عشرات المصريين أمس مطالبين بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وقطع العلاقات مع من وصفوه بالعدو الصهيوني. وأكد المتظاهرون دعمهم للمقاومة في كل من فلسطين ولبنان، كما انتقدوا الحكومات العربية التي وصفوها بالوهن والعمالة.
ونظمت النقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني بمصر مظاهرات تأييد للمقاومة اللبنانية والفلسطينية. وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لحزب الله وحماس، مطالبين الحكام العرب باتخاذ مواقف ترقى لطموحات الشعوب العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ودعم المقاومة.
وفي القاهرة أيضا دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى, الشعوب العربية والإسلامية، إلى التعبئة لمساندة الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. وطالب في تصريح صحفي بتقديم كل عون مستطاع لمساعدة الشعب اللبناني الذي تتعرض بلاده للتدمير يوميا.
وقد دعا الرئيس المصري حسنى مبارك إسرائيل إلى وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مسبقة. كما استنكر العمليات الإسرائيلية وقال إن إسرائيل لن تخرج رابحة من هذه الحرب، وإنها سوف تًُزكى العداءات ضدها. وفيما يتعلق باقتراح عقد قمة عربية طارئة, ذكر مبارك أن مصر لا تعترض على عقدها، لكن يجب الاتفاق أولا على القرارات التي ستخرج بها.
وفي اليمن قال وزير الخارجية أبو بكر القربى إن خمس دول عربية أبدت موافقتها على عقد قمة عربية طارئة لبحث الآلية العربية لمواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين. وأضاف بعد لقائه عمرو موسى أنه ينبغي الانتظار لموافقة ثلثي أعضاء الجامعة العربية لعقد قمة شاملة.
كما شهد عدد من العواصم العربية احتجاجات واسعة على العدوان الإسرائيلي. إذ شهدت كل من الأردن والعراق والكويت والمغرب والسودان والبحرين وعواصم أخرى, تظاهرات تنديد.
وفي العاصمة الفرنسية باريس نظم أبناء الجالية اللبنانية هناك تظاهرتين منفصلتين للاحتجاج والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. التظاهرة الأولى ندد فيها أنصار تجمع الرابع عشر من آذار بحزب الله وانتقدوا ما وصفوه بتفرد الحزب باتخاذ قرارات عرضت البلاد للخطر.
ومن جانبهم أثنى أنصار حزب الله على مواقف الحزب في مظاهرة أخرى خرجت بالقرب من مقر اليونسكو بباريس. وندد المتظاهرون بالمواقف العربية مطالبين الأسرة الدولية بتحمل مسؤولياتها.
احتجاجات إسلامية وفي العاصمة الإندونيسية جاكرتا تظاهر الآلاف للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على لبنان والأراضي الفلسطينية. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي وداعية إلى التدخل لوقف الاعتداءات على الشعبين الفلسطيني واللبناني.
المحتجون، ومعظمهم من أنصار حزب العدالة ذي التوجه الإسلامي، حملوا لافتات تتهم إسرائيل بممارسة الإرهاب. وتعتبر هذه المسيرة الأكبر في إندونيسيا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على لبنان.
وفي تركيا ناشد رئيس الوزراء الدول الصناعية الثماني ومجلس الأمن بالتدخل فورا لوقف الهجوم الإسرائيلي على لبنان وفلسطين. وقال رجب طيب أردوغان إنه طالما وقف من بيدهم القوة في هذا العالم متفرجين على القتل الإسرائيلي، فإنه لن يحق لأحد بعد ذلك مطالبة دول المنطقة باحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وكان أردوغان قد حذر في مكالمة هاتفية الرئيس الأميركي جورج بوش من أن موقف واشنطن الداعم لإسرائيل قد يخلق ذرائع لما سماها الجماعات الإرهابية للقيام بأعمال إرهابية جديدة في المنطقة.
وتظاهر الآلاف من مواطني مدينة ديار بكر التركية تضامنا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وفي إيران أشار مرشد الجمهورية الإسلامية إلى أن سلاح حزب الله لن ينزع رغم المطالب الإسرائيلية والأميركية. وأشاد علي خامنئي بحزب الله وكفاحه في لبنان ضد ما وصفه بالورم الصهيوني الخبيث في المنطقة.
من جهة أخرى قال قائد حرس الثورة الجنرال يحيى رحيم صفوي إن المجلس الأعلى للأمن القومي سيعقد اجتماعا طارئا لبحث الوضع بالشرق الأوسط. وأضاف المتحدث باسم الخارجية حميد رضا آصفي أن حزب الله بإمكانه الدفاع عن نفسه دون مساعدة خارجية.
وفي فنزويلا شجب الرئيس هوغو شافيز التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان، ووصف إسرائيل بأنها بلد أصيب بالجنون. وأضاف أن إسرائيل تهدد سوريا وإيران بالأسلحة النووية التي تمتلكها. وتعتبر هذه الإدانة أول موقف لزعيم بأميركا اللاتينية من الأوضاع في لبنان.
كما أعرب البابا بنديكت السادس عشر عن قلقه البالغ جراء ما يحدث في لبنان. وقال إنه لا يمكن تبرير ما وصفه بالإرهاب والإجراءات الانتقامية, ودعا إلى الحوار بين الجانبين.