يخوض مساء اليوم الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي والمرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند مناظرة تلفزيونية وذلك قبل ثلاثة أيام من الدور الثاني من الاستحقاق الرئاسي المقرر يوم 6 مايو الجاري. ولا يزال هولاند يتمتع بأسبقية مريحة على منافسه ساركوزي بحسب استطلاعات. وكان فرانك لوفريي ممثل مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية وايمنييل فالس ممثل المرشح الاشتراكي قد وضعا اللمسات الأخيرة من أجل إنجاح هذا اللقاء واتفقا الاثنين على جميع النقاط التقنية وتلك المتعلقة بالإخراج التلفزيوني في استديو تصل مساحته إلى حوالي 900 متر مربع تقريبا بضاحية "سان سان دوني" قرب العاصمة الفرنسية باريس. وسيتناول الحوار الذي سيستغرق ساعتين ونصف أربعة محاور رئيسية، الاقتصاد وقضايا المجتمع والسياسة وطريقة إدارة شؤون الدولة والمسائل الدولية. وفي هذا الإطار، قال دافيد بوجداس من قناة "فرانس 2" وأحد المنظمين لهذا الحوار مع لورانس فيراري من القناة الفرنسية الأولى لجريدة " لوبارزيان" أن جودة الحوار ترجع عادة للمرشحين وليس للصحفيين الذين لا يتدخلون كثيرا أثناء المناظرة. وارتفعت وتيرة اللقاءات بين فرق عمل المرشحين ومستشاريهما منذ عدة أيام، ويحاول كل فريق وضع إستراتيجية ناجحة تجعل مرشحه في الصدارة من خلال دراسة نقاط ضعف وقوة المنافس الآخر. ويبدو أن الثقة بالنفس هي السائدة في معسكر فرانسوا هولاند حسب أوليفيه فور، وهو مسئول استطلاعات الرأي في حملة هولاند. ويتوقع أوليفيه فور أن يطرح ساركوزي أسئلة تتعلق "بالسياسة النووية وقرار منح المهاجرين المقيمين شرعيا في فرنسا حق التصويت في الانتخابات المحلية، فضلا عن ملفات أخرى كتوظيف 60 ألف شخص في مجال التربية إلخ". من ناحيته، يرى هولاند أن "مناظرة واحدة لا يمكن أن تنسي الفرنسيين ولاية ساركوزي الفاشلة وكل المشاكل التي تسبب فيها خلال خمس سنوات"، مضيفا أنه "استعد لهذا اللقاء بمفرده ودون أي مدرب أو مستشار خاص". وأضاف برنار كازنوف وهو الناطق الرسمي باسم هولاند أن مرشح الحزب الاشتراكي لا يرغب بجولة مصارعة مع ساركوزي بل بحوار بناء لكي يحافظ على صورة الرجل الذي يجمع بين الفرنسيين ولا يفرقهم والشخص القادر على إخراج البلاد من المحنة الاقتصادية التي تمر بها. ومن نقاط القوة التي يملكها هولاند، تمتعه بروح الدعابة وبالإجابات الدقيقة، إضافة إلى أنه المرشح الأوفر حظا بنيل ثقة الفرنسيين في الجولة الثانية وفق جميع استطلاعات الرأي. أما نقاط ضعفه فتتمثل في كونه لا يرتاح أمام كاميرات التلفزيون. نفس التأهب يسود معسكر نيكولا ساركوزي الذي ينتظر المناظرة بفارغ الصبر حسب مستشاريه الذين أكدوا أن ساركوزي سيستفسر هولاند حول "الغموض" الذي يسود ملفات عديدة، مثل الهجرة واقتراح توظيف 60 ألف شخص رغم الأزمة الاقتصادية والعجز المالي الذي تعاني منهما فرنسا، إضافة إلى سياسية هولاند النووية وحق التصويت الذي يريد منحه للمهاجرين الشرعيين. ومن نقاط قوة ساركوزي معرفته الجيدة بجميع الملفات سواء في مجال الاقتصاد أو السياسة الخارجية، إضافة إلى أن لديه خبرة كبيرة أمام الكاميرات التي لا يخشاها. وسبق لهولاند وساركوزي أن التقيا في ثلاثة حوارات سابقة. الحوار الأول جرى في فبراير 1998 بمناسبة الانتخابات المحلية، ثم في مارس من نفس السنة لتحليل نتائج هذه الانتخابات التي فاز بها اليسار. أما الحوار الثالث فجرى في مايو 1999 بمناسبة الانتخابات الأوروبية. وفي سياق متصل، قال بريس تانتوريي من معهد "أبسوس" لإذاعة "فرانس أنتر" صباح الأربعاء أن المناظرة لن تغير كثيرا من نية التصويت لدى الناخبين، إلا ربما عند أولئك الذين لم يقرروا بعد لأي مرشح سيصوتون. وأضاف أن نتائج استطلاعات الرأي لن تشهد تغييرا جذريا، بمعنى آخر يمكن لمرشح ما أن يفوز أو يفقد نقطة واحدة على أقصى تقدير.