فجر ترشح "عمر سليمان" نائب الرئيس المخلوع حسنى مبارك، لانتخابات الرئاسة المقبلة، ثورة الغضب داخل الفيسبوكيون، في مظهر أشبه بأجواء يوم 24 يناير 2011 والأيام السابقة للثورة. وترجم الشباب ثورتهم الجديدة في عمل "جروبات" على الفيس بوك، تنادي بإسقاط ترشيح "عمر سليمان" والمادة 28 من الإعلان الدستوري، وكذلك الخروج في مظاهرات الجمعة المقبلة ضد هذا الترشيح، بل وضد ترشيح بقايا وفلول النظام السابق للانتخابات الرئاسية المقبلة، معتبرين الأمر كارثة وإنذاراً وتهديداً بوأد الثورة. وقد تم تدشين العديد من الحملات أبرزها حملة "ضد عمر سليمان الخائن"، التي يتهم فيها الأعضاء عمر سليمان بأنه عميل للكيان الصهيوني، ناشرين كل الوثائق والمستندات والصور والسجلات التي تدين مبارك وأسرته وتسوقه لحبل المشنقة. ومن بين ما كتب على الصفحة: "مصادر إعلامية أميركية تؤكد أن عمر سليمان كان يدير، بتفويض من وكالة الاستخبارات الأميركية CIA، برنامج EXTRAORDENARY RENDITION وهو البرنامج الذي بدأ في العام 1995 والذي قامت الولاياتالمتحدة الأميركية بموجبه باعتقال أو اختطاف أشخاص متهمين بالإرهاب وقاموا بتحويلهم إلى بلدان مختلفة، حيث عانوا هناك في سجون سرية من التعذيب الشديد، وكانت الولاياتالمتحدة تريد أن تنتزع منهم معلومات تفيدها في حروبها في الخليج ولاحقا أفغانستان". فيما أعلن أصحاب صفحة "تيار الثورة مستمرة" عن عزمهم على إسقاط النظام السابق بكل عناصره، واقتلاع جذور الفساد وأعوانه. "لا شفيق ولا سليمان مش عايزين غير الأخوان".. كان ذلك شعار حملة "كلنا ضد ترشيح عمر سليمان"، والتي يتهم فيها أعضاء فيس بوك "عمر سليمان" بأنه أحد الأشخاص الذين أسهموا في التوصل لصفقة بيع الغاز المصري للصهاينة، بأسعار رمزية مقارنة مع سعر الغاز في السوق العالمي. وجاءت الدعوة ل"مليونية لن تموت ثورتنا 20/4/2012 ضد ترشيح عمر سليمان"، وهي بمثابة دعوة مفتوحة لجميع أبناء الشعب للتجمع في ميدان التحرير بشعار "20 أبريل مكملين" يعلنون فيها عن استياءهم بعد ترشيح "عمرو سليمان" للانتخابات الرئاسية المقبلة. وتناقلت صفحات أخرى دعوة بعض الأحزاب والقوى الثورية إلى مليونية يوم الجمعة المقبل الموافق 13 إبريل بهدف: إلغاء ترشيح عمر سليمان باعتباره العدو الأول للثورة بعد حسنى مبارك، وأيضا إلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري التي تحصن قرارات اللجنة الانتخابية، وإعادة النظر في تشكيل هذه اللجنة. ولم يختلف الحال في المحافظات أيضا ، حيث دشنت مجموعة شبابية من محافظة أسيوط على فيس بوك حملة "ضد ترشيح عمر سليمان بأسيوط"، أعلنت فيها: "لا ننتخب بقايا النظام السابق ولا أعوانهم"، معلنين أن الثورة مستمرة في تخلص البلد من بقايا النظام السابق وأعوانهم. أما قيادات الحركات الثورية بالسويس فاعتبروا أن ترشح عمر سليمان بمثابة مقبرة جماعية للثوار، وأنه يعد أخر رصاصة تتجه نحو قلب الثورة، مؤكدين أن مصر تنحدر وتتجه للمربع صفر من جديد.