في إطار التظاهرة الثقافية السنوية، "أسبوع الثقافات الأجنبية"، نظمت مكتبة معهد العالم العربي والمركز الثقافي التونسي بباريس إحياء ذكرى الشاعر أبي القاسم الشابي، بلقاء ومناقشة مع الأديب والشاعر طاهر بكري، والأستاذة الجامعية آمنة بالحاج. افتتح الطيب ولد العروسي هذه التظاهرة مؤكدا أهمية الشابي الذي ولد عام 1909 في توزر بالجنوب التونسي، وتوفى بتونس عام 1934، والذي يعد واحدا من كبار شعراء الحداثة في تونس. قصائده تتمحور حول الحرية والحب والمقاومة والتطلع إلى غد أفضل. وأكد الطيب ولد العروسي أن الثورات العربية الحالية تستلهم بعض أفكارها من مضمون قصائد هذا الشاعر في دعوتها إلى التحرر والانعتاق من نير الظالم والاستبداد، مستدلاً على ذلك بكون طلائع المتظاهرين في شوارع الغضب العربية يرددون قصائد هذا الشاعر، وخصوصاً قصيدته "إرادة الحياة". وتحدث الشاعر الدكتور طاهر البكري، الذي تناول سيرة الشابي منذ ولادته حتى وفاته، ووقف طويلا عند كتابه أو محاضرته بعنوان "الخيال الشعري عند العرب"، التي كانت صرخة شاعر يريد أن يكون حرا ولا يريد أن يسجن نفسه في البنى الشعرية التقليدية، الى كونها صرخة في وجه التقليديين والمحافظين الذين يرفضون التجديد، وهي تعكس شخصية شاب متطلع الى الحرية في الحياة والخلق. وألحت آمنة بالحاج يحيى على مسألة تطلع الشاعر إلى الحداثة، بالمعنى الذي كان آنذاك يعني خلق أسس مجتمع جديد. الى فيلم وثائقي أبرز وجهات نظر الكثير من الخلاّقين العرب، وخصوصاً أن ثورة الشابي لم تكن على القصيدة العربية وبنيتها فقط، بل كانت أيضا ضد المجتمع بقوالبه وبناه المتخلفة المتعلقة بالماضي. المحور الثالث قراءة ممسرحة بصوت كل من المسرحي العراقي الدكتور محمد سيف، وصديقه الممثل الفرنسي إريك أوغيست، اللذين قرأ منتخبات من قصائد الشابي. أطروحة جامعية هذا و تمت قبل أيام مناقشة رسالة جامعية في جامعة طهران بمرحلة الدكتوراه أكدت على دور الشابي وأشعاره الإحيائية في اندلاع الثورة التونسية وبقية الثورات العربية. حيث قام الدكتور علي ضيغمي في أطروحته التي كانت تحت عنوان «دراسة وتحليل الشعر الإحيائي العربي المعاصراعتمادا على ديوان أبي القاسم الشابي » بدراسة أشعار الشابي الاستنهاضية خاصة قصيدة إرادة الحياة فاستخلص أن شعار ( الشعب يريد إسقاط النظام) الذي كرره و يكرره الكثير من الشعوب العربية ضد الأنظمة المستبدة استلهم من البيت الشهير للشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر وجاء بنماذج من الشعراء الذين أنشدوا أشعارا حول الثورات الأخيرة في مختلف البلدان