سحب الكيان الصهيوني بشكلٍ "مؤقت" سفيره من الأردن؛ خوفًا من مظاهرات عنيفة ضد سفارته في عمان، عقب الدعوة إلى مظاهرة مليونية من قبل ناشطين أردنيين مناهضين للتطبيع مع اليوم الخميس، وذلك بعد مرور أقل من أسبوعٍ على قيام متظاهرين مصريين على اقتحام السفارة الصهيونية بالقاهرة. وقالت مصادر دبلوماسية صهيونية اليوم الخميس: إن السفير "دانيل نيفو" وكبار العاملين بالسفارة -الذين يقضون بشكل روتيني عطلات نهاية الأسبوع في "إسرائيل"- أعيدوا إلى "إسرائيل" مبكرًا بعد أن جرى تحذيرهم من احتجاجات وشيكة مؤيدة للفلسطينيين. وأفادت صحيفة "معاريف" الصهيونية أن قوات أمن أردنية واكبت قافلة الدبلوماسيين الصهيونيين إلى جسر اللنبي في طريق عودتهم إلى "إسرائيل". ونقلت وكالة "رويترز" عن المصادر أن الكيان الصهيوني سيقرر يوم السبت المقبل ما إذا كان سيعيد دبلوماسييه إلى العاصمة الأردنية الأحد كالمعتاد، فيما لا يزال عدد صغير من الموظفين الأساسيين موجودين بالسفارة التي تخضع لحراسة أردنية مشددة. وقال مصدر بوزارة الخارجية الصهيونية: إن الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات الأردنية تحد من احتمالات استهداف السفارة. ويأتي استدعاء السفير الصهيوني من الأردن بعد أقل من أسبوع على اقتحام متظاهرين مصريين السفارة الصهيونية ليل الجمعة الماضية، وبعد ساعات من ذلك غادر السفير "يتسحاق ليفانون" ومعه نحو 80 من الطاقم الدبلوماسي وأفراد عائلات الموظفين بالسفارة وعمال "إسرائيليين" القاهرة على عجل. وكانت العديد من القوى السياسية في الأردن أبدت ترحيبها بالمشاركة في مسيرة مليونية لإغلاق السفارة الصهيونية في عمَّان اليوم الخميس، استجابة لدعوة أطلقها نشطاء أردنيون في مطلع الأسبوع الحالي. ولقي الأمر ترحيبًا شعبيًّا كبيرًا في الأردن. وأعلنت اللجنة التنسيقية لأحزاب المعارضة الأردنية التي تضم سبعة أحزاب انضمامها للمسيرة. وحثت اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع، المنبثقة عن قوى المعارضة والتي تضم أحزابًا ونقابات وشخصيات مستقلة في بيان الأردنيين على المشاركة. وأهاب رئيس اللجنة الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي "حمزة منصور" في البيان ب "أبناء الشعب الأردني الأبي المشاركة في هذا الاعتصام". ومن المنتظر أن تعلن الحركة الإسلامية، ممثلة في جماعة "الإخوان المسلمين" وذراعها السياسي حزب "جبهة العمل الإسلامي" الانضمام للمسيرة. وكان الإسلاميون رحبوا بإقدام متظاهرين مصريين على اقتحام المبني الذي يضم السفارة في القاهرة، وطالبوا الحكومة الأردنية "المسارعة في كنس وكر التجسس الصهيوني من عمان في ظل استمرار الاعتداءات الصهيونية على سيادة ومصالح الأردن". وعززت السلطات الأردنية من انتشارها الأمني في محيط السفارة الصهيونية الواقعة في منطقة الرابية غرب عمَّان، تحسبًا لتعرضه لمحاولة اقتحام من قبل أردنيين مناهضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني ويخضع مقر السفارة منذ سنوات لإجراءات أمنية مشددة، حيث كانت هدفًا دائمًا لنشطاء مقاومي التطبيع. وتعرض مقر السفارة عدة مرات لمحاولات اقتحام من قبل النشطاء الأردنيين، لاسيما خلال عملية "الرصاص المصبوب" الصهيونية على غزة نهاية عام 2009.