سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شرعية نظام العسكر وفقا لنظرية "لحم البعرور" صاحب النظرية يؤكد أن الشرعية الانقلابية قامت على أساس القضاء على الإخوان.. والمصالحة معهم تقوض شرعية الجنرال!
كتب الصحفي الموالي لمبارك محمد على إبراهيم: يبدو أن النظام الحاكم في مصر بات يميل إلى المصالحة مع الإخوان، متعللا ومتذرعا بأن المستقبل يجب أن يكون للجميع ويتشارك فيه من أخطأ ومن أصلح.. من أبدع ومن حرق وقتل.. من ضحى ومن سفك الدماء.. من روع وهدد ومن عاش في رعب ثلاثة أعوام.. ويضيف : هذا الكلام مناسبته ما يتردد حاليا من إشارات وتفاهمات وأنباء عن مصالحة مع الإخوان.. الباب الذى دلفت منه تأكيدات المصالحة هو إلغاء أحكام الإعدام التي صدرت على قيادات الجماعة مثل محمد بديع، وخيرت الشاطر، ومحمد مرسى الرئيس المعزول..؟. ويشير الكاتب الذي كان رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية إلى أن ما يجري مسرحية وفقا لمقولة يوسف وهبي ( وما الدنيا إلا مسرح كبير) ، ويتابع القول : " المسرحية بدأت ( كما يزعم ) بالثورة الشعبية في 30 يونيو.. انقضاض شعبي مهول على حكم الفاشية الدينية.. رغبة عارمة فى استئصال شوكتهم وكسر عزيمتهم.. ساند الجيش الثورة وتقدم الفريق أول السيسي (قبل الحصول على رتبة المشير لأول مرة في العسكرية المصرية دون خوض حرب ضد إسرائيل) سائلا المصريين التفويض.. فوضناه.. رشحناه.. صدقناه وما زلنا إلى حد ما.. شرعية النظام الوحيدة هي قضاؤه على نظام فاشٍ(؟) ديني كاد يقلب مصر الحضارة إلى طالبان الشرق الأوسط.. عبس الرئيس وزمجر.. قطب حاجبيه وحمر عينيه وأقسم أنه لا تصالح مع الإخوان طوال فترة رئاسته.. وأكد المعنى أن الأمر ليس بيده ولكن بيد المصريين وأنه طوع أمرهم. ويؤكد الكاتب المباركي :"إذا حدثت المصالحة – لا قدر الله – فأنت لا تعرف المصريين يا ريس.. ربما يتحملون إصلاحات اقتصادية مرة.. ويصبرون على البلاء في التعليم والصحة وفواتير الخدمات والمواصلات.. ويصمتون على قمع حرية الرأي وتجاوزات الشرطة في الأقسام.. ربما يتجاوزون عن أسوأ برلمان عرفته مصر طوال تاريخها وعن الحكومة التي تناصبهم العداء.. لكنهم أبدا لن يسامحوا من قتل أبناءهم وأبناءك.. ورمل زوجات ويتم أطفال (؟) وجعل الأمهات ثكالى يتفجر الدمع الغالي من مآقيهن كل صباح. ويضيف الكاتب موجها الحديث إلى سيده الجنرال :" لقد أرهقتنا بإصلاحات اقتصادية أكلت الأخضر واليابس ودمرت مدخراتنا وتحملناها صاغرين على أمل النهوض بمصر.. فلا تجئ الآن وتقرن الخراب الاقتصادي بمصافحة مع القتلة.. حرام والله.. دماء شهدائنا في رقبتك يا ريس.. مهما كانت الضغوط والتوازنات والمواءمات لا تتنازل.. لا تصالح على رأى الراحل الكبير أمل دنقل .." ويكرر الكاتب الذي أزاحته ثورة يناير مع سيده الأول – مبارك مخاطبا سيده الجنرال : " حتى الآن شرعيتكم الوحيدة مستمدة من القضاء على الإخوان.. إنه عمود الخيمة الذى ينهض به نظامكم.. غير ذلك لا مؤاخذة كلام في الهواء.. المشروعات الحجرية والعبارات الإنشائية وتحيا مصر ونور عنينا لن تغنى عنكم شيئا إذا ما تصالحتم.. شرعيتكم قائمة فقط على 30 يونيو.. لابد أن تتوقف الأحاديث عن المصالحة التي تنطلق كل حين.. .." . المقال طويل ومليء بالتملق الرخيص والأكاذيب الأرخص والفكر السقيم الذي ينبئ عن ضحالة فكر ورؤية ، ويؤكد على تدني المستوى المهني لصاحبه ليضعه في خانة صاحب نظرية لحم البعرور بامتياز . والنظرية تتلخص في حب الرجل للحم البعرور الذي قدم إليه في بعض الزيارات إلى دولة خليجية وهو في رفقة الوفد المصاحب لسيده الأول مبارك . إنها نظرية البطن المفجوعة التي تتشوق إلى لحم نادر الوجود في وادي النيل الأدنى ، وهي نظرية تهضم الحقائق والأكاذيب جميعا ، وتجعل ما يريده السيد هو الحقيقة المطلقة . الرجل يصدق أن هناك مصالحة ، بينما الواقع الذي يعرفه يشير إلى أن هذا الأمر لعبة مخابراتية القصد منها إلهاء الشعب البائس عن الفشل الذريع الذي يعيشه حكم العسكر في المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والثقافية والصحية والتعليمية والتموينية فضلا عن ارتفاع الأسعار المجنون وانهيار الجنيه أمام الدولار .. إلى غير ذلك مما اعترف به فيلسوف نظرية لحم البعرور الصحراوي!. لاريب أن الكاتب كان موفقا في استخدام تشبيه عمود الخيمة في شرعية سيده الحالي ، وهو القضاء على الإخوان (يقصد الحكم الديمقراطي المعبر عن إرادة الشعب) ، ولكنه نسي أن سيده لم يكتسب حتى اليوم شرعية حقيقية ، وفي سبيل البحث عن الشرعية صار البطل القومي لليهود ، وتنازل عن مياه النيل ، وباع تيران وصنافير ، والغاز الطبيعي في البحر المتوسط ، وعقد اتفاقيات عسكرية لشراء أسلحة فاقدة الصلاحية ، وتعاقد على مفاعل نووي لا ضرورة له ، وقلب كيان الدولة اقتصاديا ليقترض من صندوق النقد الدولي بشير الخراب والدمار ، ولم يستطع القضاء على الإخوان ، هو فقط سرق إرادة الشعب بالرصاصة والدبابة والطيارة ، أما الشعب فهو باق ، والإخوان لم يتم القضاء عليهم لأنه وضعهم في السجون القديمة والسجون الجديدة التي أهدر ميزانية الدولة في بنائها لتسع أكثر من ستين ألفا من أنبل الناس وأشرفهم ، وهناك أضعافهم في قرى مصر ومدنها يؤيدونهم ويسيرون على خطاهم فضلا عن الشعب الذي يرفض الحكم العسكري وأتباعه. تبقى قضية القتل والثارات التي أشار إليها فيلسوف لحم البعرور ، وهو يعلم ويكذب ويتجاهل أن نظام العسكر قتل الألاف في الحرس والمنصة ورابعة والنهضة والفتح ورمسيس والقائد إبراهيم وسيدي جابر وناهيا وكرداسة والميمون والبصارطة وغيرها ، فضلا عن الذين قتلوا في الشوارع والميادين وهو ما يحتاج إلى قصاص عادل وناجز من المجرمين الانقلابيين القتلة !. كنت أتمنى من الرجل الذي جحد أفضال سمير رجب عليه ، وكان يجلس تحت قدميه حتى عينه رئيسا للتحرير ، أن يرد إليه الجميل ولكنه رد إليه الجميل بطريقة مهينة يعرفها صحفيو الجمهورية! لا تصالح يا فيلسوف البعرور موجهة لليهود القتلة ، وليست لأبناء الشعب الأحرار !.