"في حالة ريجيني، تبرز قوات الأمن المصرية كأقوى الأطراف المشتبه فيها نظرًا لأن ظروف اختفاء الطالب الإيطالي تتشابه مع مثيلتها بالنسبة للكثير من المصريين الذين ضمتهم السجون والمعتقلات السرية التي تديرها قوات الأمن، وكان التعذيب فيها هو العامل المشترك. وقد ظهر معظمهم أمام المحاكم أو في السجون، في حين مات البعض الآخر". جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية، وترجمه "مصر العربية"، والتي حاولت أن تكشف فيه ملابسات حادث مقتل الباحث الإيطالي جيوليو ريجيني، 28 عاما، في مصر بعد أن عُثر عليه مقتولا وعلى جثته آثار تعذيب وجروح متعددة بطعنات وحروق سجائر وآثار تعذيب أخرى، وهي ملقاة على قارعة الطريق على مشارف القاهرة. بحسب تصريحات مسئوليين مصريين. وقال التقرير إن الضجة التي أُثيرت حول وفاة ريجيني في مصر تزايدت مع وصول فريق من المحققين الإيطاليين إلى مصر أمس الجمعة للمساعدة على كشف ملابسات الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة، ويبدو أن الشاب كان يكتب سرا من مصر لصالح صحيفة إيطالية يسارية. وذكر التقرير أن صحيفة " إل مانيفيستو" الإيطالية اليسارية قد نشرت مقالة أمس الجمعة كتبها ريجيني باسم مستعار قبل أسابيع من العثور على جثته، والتي كان ينتقد فيها حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر وصفه المحاولات المتعثرة التي تقوم بها النقابات المصرية لإعادة ترتيب أوراقها. وأشار التقرير إلى أنه لا يوجد ما يدل على أن مقالة ريجيني هي التي دقت المسمار الأخير في نعشه، لكنها، أي المقالة، قد أسهمت بشكل أو بآخر في إثارة موجة من السخط العام في إيطاليا حول الإصابات المتعددة التي ظهرت على جثة الطالب الإيطالي في وقت أشارت فيه تقارير إعلامية بأصابع الاتهام إلى قوات الأمن المصرية. كان مسئولون مصريون قد صرحوا أمس الأول الخميس بأن ريجيني قد وُجدت جثته وعليها جروح متعددة بطعنات وحروق سجائر وآثار تعذيب أخرى، بل وربما يكون قد مات متأثرًا بنزيف في الدماغ. وعنونت صحيفة " لاستامبا" الإيطالية اليومية تقريرا لها ب" جيوليو، الشرطة المصرية مُتهمة."