بعد سنوات من الكمون، عاود فريق من العلمانيين الهجوم على الإسلام من خلال التحقير من شأن بعض فروضه ومنها فريضة الحجاب كما فعل أسامة الغزالي حرب مؤخرًا، والتقليل من شأن المساجد كما فعل جابر عصفور. عصفور يدعو للتبرع لقصور الثقافة لا المساجد الدكتور جابر عصفور -أستاذ النقد بكلية الآداب جامعة القاهرة- دعا اليوم الاثنين إلى التبرع لبناء قصور الثقافة لا المساجد. جاء ذلك في حوار أجرته معه صحيفة "الوطن" في عدد الاثنين 18 يناير 2016، فعند سؤاله عن خطاب السيسي الأخير في الأوبرا، الذي وجه فيه إلى أن قصور الثقافة يجب أن تعمل مع وزارة الشباب والرياضة، وإلى ماذا نحتاج إلى جانب ذلك لإنقاذ الثقافة، رحب عصفور بالفكرة، مطالبا بأن «يكون في كل محافظة أوبرا وإنشاء دور سينما في كل مكان، وبدلا من التبرع لإنشاء مساجد يجب أن نتبرع لإنشاء قصور للثقافة». وجدد عصفور موقفه الرافض لفريضة الحجاب، مضيفا «أنا شخصيًّا أرى أنه ليس هناك فرض للحجاب»، ويزعم عصفور أنه يملك الدليل على صحة ما ذهب إليه، وراح يفسر الحجاب تفسيرًا سياسيًّا في العصر الحديث قائلا: «دليلى على ذلك أن الحجاب إلى سنة 1970 لم يكن موجودًا ولا معروفًا فى الجامعة المصرية التى تعلمت فيها، فأنا دخلت الجامعة سنة 69 ولم أرَ فتاة محجبة ولا "منقبة"، وظل الأمر على هذا النحو إلى سنة 72 أو 73، ومع مرور سنوات السبعينات بدأ الحجاب ينتشر، وقيل إننا نعيش صحوة إسلامية، وماذا عن السنوات التى سبقته.. ألم يكن هناك إسلام؟». وتمادى عصفور في مزاعمه مستشهدًا على عدم فرضية الحجاب بأن «عددًا كبيرًا من بنات شيوخ الأزهر لم يكنّ محجبات، والجرائد والمجلات القديمة مليئة بصور لمشايخ أزهر بناتهم وزوجاتهم غير محجبات». ويضيف عصفور «الحجاب ظاهرة سياسية ترتبط بالمد الدينى والفقه السنى الحنبلى المتأخر ذى النزعة الوهابية، وهذا غريب على الإسلام المصرى، مع اجتهاد المفكرين والعقول التى كانت موجودة فى الأزهر» حسب مزاعمه. وعبثا حاول عصفور التدليل على قوله، مدعيا أنه ولا يوجد نص واضح وصريح، وأن الآية التى فى سورة النور تعنى أن جزء صحن الصدر فى المرأة يجب أن يغطى، ولكنها لم تذكر الحجاب، حتى الحجاب فى القرآن المقصود به الستارة، وفى آية «ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن» الزينة هنا لا تعنى الشعر، حسب مزاعمه التى لا تستند إلى دليل.
ويرى عصفور كذلك أن بعض العلماء السابقين في الأزهر كانوا يرون أن الزي والملابس تتغير من عصر لعصر ولا علاقة له بالدين، متناسيا أن العلماء أجمعوا على أن الأصل أن تستر المرأة جسدها كله ما عدا الوجه والكفين، وأن ترتدي من الثياب ما لا يشف أو يجسم.. وبعد ذلك يعود الأمر إلى العادات والتقاليد ما دامت هذه الشروط قد تحققت وعليه يختلف الزي من عصر إلى عصر، ومن مكان إلى مكان؛ على أن تتوافر فيه هذه الشروط الثلاثة التى تجاهلها عصفور تماما في حواره. شاهد.. أسامة الغزالي حرب: الحجاب خرافة يتزامن مع هجوم عصفور على المساجد والحجاب، هجوم آخر من جانب أسامة الغزالي حرب؛ حيث هاجم الحجاب أيضًا في مواجهة وجها لوجه مع كل من منى سلمان ومروة مزيد ومنة فاروق، ببرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا"، الذي تقدمه الإعلامية مفيدة شيحة، ومنى عبد الغني على شاشة سي بي سي". ويدعي حرب أن "الحجاب لا علاقة له بالإسلام، وهو خرافة، ومن يقدر على القول إنه فريضة إسلامية سأقول له إنه كاذب، وكنت في الهند وقابلت رئيسة البرلمان الهندي ولديهم ديموقراطية حقيقية، وتحدثت معها وسألتها عن الحجاب لأنها تكشف شعرها لترد إن ثقافتها هندية ولكن دينها الإسلام، وأن اللبس ثقافة وليس دين، وهذه الكلمة أعجبتني للغاية لأننا حولنا الإسلام إلى ملابس". واستطرد: "يجب أن يشعر الناس بالصح والخطأ؛ لأن من يقول إن الحجاب فرض ليسوا دارسين ظروف البيئة" حسب مزاعمه.
أسباب الهجوم على الإسلام؟ إزاء هذا الهجوم المتزامن والذي سبقه أيضا هجوم من سيد القمني، وقبله إسلام بحيري يؤكد أن هناك توجهًا واضحًا في هدم ثوابت الإسلام، والتحقير من قيمه وأحكامه والتقليل من شأنه في نفوس المؤمنين به، خصوصا أن هذا التوجه العلماني لا يهاجم سوى الإسلام، فيما يظهر قدرًا كبيرًا من الاحترام والتقدير للديانات الأخرى ورموزها وهو ما يكشف حقيقة المخطط وأبعاده ومراميه. كما يأتي هذا الهجوم بعد تصريحات مثيرة من السيسي دعا فيه إلى ما أسماه تصحيح الخطاب الديني في ظل عبارات قاسية هاجم فيها الإسلام والمسلمين واتهمهم بالإرهاب، وأنهم وحدهم يريدون أن يعيشوا دون غيرهم، وأنهم يريدون أن يحاربوا كل دول العالم، على الرغم من أن بلاد الإسلام محتلة في ظل تفوق أصحاب الديانات الأخرى جراء حكم الاستبداد الذي يمارسه حكام المسلمين من عينة السيسي وغيره. ويؤكد خبراء ومحللون أن السيسي يقف وراء هذه الحملة؛ لأنه دعا إلى الثورة على الإسلام، وأن هجوم عصفور وحرب والقمني وبحيري ما هو إلا صدى لدعوة السيسي وتطاوله على الإسلام.