دخلت مدينة مضايا السورية الشهر السابع وهي تئن تحت قسوة حصار ميليشيات حزب الله وقوات نظام الأسد، حيث تعاني هلاكاً يومياً لسكانها؛ بفعل الحصار وما ترتب عليه من فقدان المواد الغذائية والطبية، فيما تتعالى صيحات الناشطين المدنيين، والمنظمات الإنسانية لإنقاذ المدنيين من الهلاك. وفي مضايا 40 ألف شخص، معظمهم من المدنيين؛ يخضعون للحصار في البلدة الواقعة قرب الحدود اللبنانية. وغالبيتهم نازحون من الزبداني معقل الفصائل المعارضة، المحاصرة أيضا من قبل القوات الموالية للنظام السوري. وتم التوصل إلى اتفاق في سبتمبر 2015 للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإجلاء المدنيين والجرحى، لكن مضايا لم تتلق مساعدات سوى مرة واحدة فقط خلال ثلاثة أشهر، في حين أن الأوضاع كارثية، وفقا لشهادة عدد من السكان. الذين صرحوا بأن 40 ألفا من سكان المدينة يتضورون جوعا، ولا يسمح النظام بوصول أي منظمة إنسانية إليها. وكشفت صور من داخل مدينتي مضايا والزبداني - غرب العاصمة السورية - الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه السكان، في ظل استمرار الحصار الذي يفرضه النظام منذ ما يقرب من سبعة أشهر. من جانبه قال القيادي في حركة أحرار الشام أسامة أبو زيد، إن المجاعة الشديدة أجبرت سكان تلك المناطق على أكل القطط والحشائش والقمامة. وأضاف - من خلال صور التقطها بهاتفه المحمول - أنه شاهد حالات عدة من الأطفال والنساء والمسنين، وهم يموتون، بعد أن تحولت أجسادهم إلى ما يشبه الهياكل البشرية بسبب الجوع. وأوضح أبو زيد - وهو أحد الذين خرجوا من الزبداني في الصفقة الأخيرة التي تمت بين المعارضة السورية المسلحة والنظام - أن الوضع ازداد سوءا؛ بعد أن قام النظام باحتجاز العوائل النازحة من الزبداني وبلودان في منطقة مضايا. وأشار إلى أن النظام يحاصر هؤلاء السكان ويمنع خروج أي شخص من المنطقة، مشيرا إلى أن الأعداد في مضايا تزيد على الأربعين ألف شخص، في حين لم يعد هناك أي طعام، حتى اضطر الأهالي لأكل القطط والحشائش والنفايات. وقال نشطاء سوريون إن الأوضاع الإنسانية في بلدتي مضايا وبقين تدهورت بشكل كبير، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ نحو سبعة أشهر. وأضافوا أن البلدتين شهدتا عدة حالات وفاة، بسبب نقص التغذية، وتشهدان يوميا العديد من حالات الإغماء والإعياء أيضا، والمراكز الطبية لا تستطيع أن تفعل شيئا لأنها تعاني من نقص شديد في المواد الطبية والأدوية. وتسائل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن موقف الجامعة العربية ورئيسها نبيل العربي مما يحدث في مضايا؟.. وطالبوا بحل الجامعة العربية التى تقف مع السياسة وتهمل الشعوب. وتضامناً مع سكانها، دشن مغردون وسماً بعنوان "#اغاثه_اهالينا_في_مضايا"، عرض خلاله العديد من الصور والأخبار التي تجسد المأساة الكبيرة، وانتهاك مخيف لحقوق الإنسان.