"إعلام مسعور" هذا وصف اعلام الانقلاب منذ أن أعلنت وزارة التموين بحكومة الانقلاب العسكرى، عن وجود وجبات متكاملة بمبلغ 30 جنيهًا، فى المجمعات الاستهلاكية، وهو ما تناوله الإعلام وكأنه لن تكون هناك انجازات مرة آخرى، أو أن هذا هو الإنجاز الأعظم فى ظل الظروف الطاحنة التى تمر بها البلاد، حسب قولهم. لكن رغم الزخم الذى يضيفونه على الموضوع والاحتفاء الحكومى بتوجيهات قائد الانقلاب، فى توفير "معيشة كريمة للمواطن المصرى"، قامت الحكومة بالتعاقد مع شركات أمريكية لتوريد 500 طن أوراك دجاج، لمواجهة ما أسموه التكدس والإقبال الغير مسبوق للمواطنين، قبل نفاذ الكميات المزعومة. تسرع حكومة الانقلاب فى الإعلان عن وجبات ال"30 جنيه" جعل من الأمر مشكوك فيه وهو ما جعل بعض المراقبون يبحثون فى الصفقة، وتبين لهم أن سعر الطن 250 دولار، أى أنه أقل من أى سعر موجود وهو ما أثار الشك والحيرة مرة آخرى، خاصًا أن الصفقة تمت فى 11 من الشهر الجارى، وثبت لهم أنها "نفايات" وغير قابلة للاستخدام الآدامى بالمرة. وعند مواجهة مسئولى وزارة التموين بحكومة الانقلاب تنصلوا من الصفقة برمتها وكأنها فضيحة مدوية، موجهين الاتهام إلى "هيئة السلع"، حسب المراقبين. وشهدت أسعار الخضر ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ سعر الطماطم 3 جنيهات للكيلو، والبطاطس 3 جنيهات للكيلو، وقال يحيي السني -رئيس شعبة الخضر باتحاد الغرف التجارية-: إن طرح الحكومة للسلع بأسعار مخفضة سيكون تأثيره محدودًا داخل الأسواق المِصْرية بسبب عدم تغطية المجمعات لكافة المحافظات، مشيرا إلى أن السوق الخاصة يتحكم بنسبة كبيرة جدا، وإن الحكومة لن تسيطع حل الأزمة.
وطالب السني حكومة الانقلاب بضرورة التوغل في حل المشكلة واستحداث آليات جديدة من شأنها التأثير الفعلي على الأسعار، وليست مسكنات تعطى لحل أزمة مؤقتة. وعلي صعيد أسعار السلع الإستراتيجة، فقد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، وسجل الزيت الخليط 12 جنيها، وزيت الذرة 15 جنيهًا للكيلو، وأسعار المكرونة 5 جنيهات للكيلو، والسكر 5 جنيهات ونصف، وتراوح سعر الفول بين 11 إلى 12 جنيهًا. وأكد نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، عماد عابدين أن مبادرة الحكومة بخفض الأسعار لم تنجح، نتيجة لعدم امتلاكها منافذ كافية لطرح منتجاتها المدعمة، خاصة أن عدد المجمعات الاستهلاكية على مستوى الجمهورية نحو أربعة آلاف مجمع لا تكفي القاهرة وحدها، مشيرا إلى أن المبيعات تراجعت بنسبة 40% نتيجة ارتفاع أسعار السلع وضعف القوة الشرائية للجنيه بعد ارتفاع أسعار الدولار. اللافت أنه على الرغم من تأكيد أصحاب الشأن والخبراء المختصين فشل حكومة الانقلاب في السيطرة على نار الأسعار، يحاول المسئولون في الحكومة التسويق لوهم نجاح مبادرة "السيسي"، وزعم وزير التموين في حكومة الانقلاب خالد حنفي، نجاحهم خلال الفترة القصيرة الماضية في خفض الأسعار بعد طرح السلع الغذائية في كافة المجمعات الاستهلاكية بأسعار مخفضة، معتبرًا طرح وجبة متكاملة بسعر 30 جنيهًا نجاحًا للمبادرة، على الرغم من تكذيب المواطنين بالمحافظات لتوافر الوجبة في المجمعات.
وواصل "حنفي" الترويج لأكاذيبة في وسائل الإعلام، قائلا: "إن الوزارة تعتزم خلال الأسابيع القليلة المقبلة طرح أوراك دواجن بالمجمعات الاستهلاكية ومنافذ التوزيع بأسعار تصل إلى 9,50 جنيهات للكيلو، وهي التصريحات التي وجهت بموجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتساءل نشطاء: "أين الفرخة اللي سعرها 75 قرشا التي أعلن عنها خالد حنفي العام الماضي؟ .