شهدت التحقيقات التى أجراها جهاز الكسب غير المشروع، أمس، مع عدد من المسئولين السابقين، ورجال الأعمال المحسوبين على النظام السابق، إدلاء بعضهم بعدة اعترافات عن ثرواتهم، أو تعاملاتهم مع رجال النظام السابق. بدأت الاعترافات بتأكيد رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، المحكوم عليه بالسجن لمدة 15 سنة فى قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، أنه باع وحدات سكنية فى مشروع "مدينتى" بأقل من أسعار السوق لكل من علاء وجمال، نجلى حسنى مبارك الرئيس السابق، مبرراً هذا التصرف بأنه جاء فى إطار السياسة التسويقية للمشروع.
واعترف محمد إبراهيم سليمان، وزير الإسكان الأسبق، بعد مواجهته بتهمة غسل الأموال التى أخطرت بها إحدى الدول الأوروبية السلطات المصرية، بأنه يمتلك 5 ملايين دولار (ما يعادل حوالى 30 مليون جنيه) فى أحد البنوك الأوروبية، إلى جانب شقة فى العاصمة الفرنسية باريس.
وحصل الجهاز، أمس، على موافقة داليا ورانيا، ابنتى اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، بالكشف عن سرية حساباتهما فى الداخل والخارج، فيما تغيبت ابنته جيهان عن التحقيقات.
من جهة أخرى، يعقد المستشار عبدالعزيز الجندى، وزير العدل، اجتماعاً خلال أيام مع المستشار أحمد رفعت، رئيس الدائرة المكلفة بمحاكمة حسنى مبارك، ونجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال حسين سالم، فى محكمة شمال القاهرة.
وقالت مصادر إنه من المنتظر أن يطلب الوزير من رئيس المحكمة كتابة طلب بنقل المحاكمة من محكمة شمال القاهرة إلى مكان آخر إذا تطلب الأمر، إلا أن مصادر فى الداخلية قالت إن الوزير منصور عيسوى طلب عدم إجراء المحاكمة فى القاهرة لأسباب أمنية.
وكان جهاز الكسب غير المشروع، برئاسة المستشار عاصم الجوهرى، مساعد وزير العدل، قد بدأ أمس، تحقيقات فى عدد من قضايا تضخم الثروة المتهم فيها رموز النظام السابق، وعلى رأسهم الرئيس السابق حسنى مبارك ونجلاه علاء وجمال، واستمع إلى أقوال رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، المحبوس على ذمة قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم حول علاقته بنجلى الرئيس السابق، وممتلكاتهما.
ونظر فى تجديد حبس إيهاب محمد خليفة ناصف أحد أقارب كمال الشاذلى، وزير الدولة لشئون مجلسى الشعب والشورى الأسبق.
وحضر حضر رجل الأعمال المحبوس هشام طلعت مصطفى فى التاسعة والنصف صباح الإثنين، وسط حراسة أمنية مشددة إلى مقر الجهاز قادماً من محبسه بسجن مزرعة طرة، وفور هبوطه من سيارة الترحيلات استقل المصعد، ومثل أمام المستشار خالد سليم، رئيس جهاز الفحص والتحقيق فى العاشرة صباحاً، واستمع إلى أقواله حول علاقته بآل مبارك، وثروات علاء وجمال، وهداياه المليونية لهايدى راسخ زوجة علاء مبارك، وعلاقته ببعض كبار المسؤولين السابقين وقصة منحه وحدات سكنية لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، وتمت مناقشته فى عدد من البلاغات المقدمة ضده، التى تتهمه بتضخم الثروات، بطريقة غير مشروعة، ومواجهته بعدد من البلاغات التى أشارت إلى وجود كسب غير مشروع فى إقامة مدينتى الرحاب ومدينتى بالقاهرةالجديدة نتيجة استغلاله نفوذه كعضو فى مجلس الشورى المنحل وعضوية أمانة السياسات فى الحزب "الوطنى" المنحل.