تقدم صباح السبت ممدوح إسماعيل مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين بلاغا للنائب العام ضد الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية بدعوى تحريضية ضد السلفيين ووصفه لهم بالبربر والمتحجرين والمنعزلين واستند إسماعيل في بلاغه إلى مقال المفتي ب"الواشنطن بوست" الأسبوع الماضي، وقال "غير مقبول ماتضمنه المقال من اتهام لطائفة من بنى وطنه السلفيين باستهدافهم الكنائس والأضرحة والخطير انه لم تقع حادثة واحدة بعد ثورة 25 يناير ضد أى كنيسة فى مصر، بل قام السلفيون بحماية الكنائس وماحدث فى أطفيح هى حالة غضب شعبى غير مقبول وهدم الأضرحة لم يثبت قانوناً قيام أى مواطن ينتمى للفكر السلفى بذلك، ولكن الأخطر أن التحريض السافر على طائفة من الشعب المصرى فى صحيفة أمريكية واسعة الانتشار له قبول عند الادارة الأمريكية والمؤسسات الأمريكية يتصاعد فى مقاله. وأضاف إسماعيل في بلاغه ان جمعه اتهم اصحاب الفكر السلفى بالرجعية والبربرية وانهم جماعة متحجرة منعزلة،وهى كلمات خالية من أى معنى حقيقى فالسلفيين فى داخل المجتمع يعملون فى كل المهن الطب والهندسة والمحاماة وغيرها من المهن.
ومنهم من يسعى لتكوين حزب سياسى للتفاعل مع وطنه بالمشاركة السياسية ثم يصل فى تصاعد التحريض الى قمته عندما يحذر الأمريكان من السلفيين مطالبا بايقافهم للحفاظ على سلامة البلد والتركيز عليهم.
واعتبر إسماعيل في بلاغه أن ما نشر فى هذا المقال من قبيل التحريض السافر للإدارة الأمريكية على طائفة كبيرة من الشعب المصرى وهي دعوة للتدخل الأجنبى غير مقبولة مطلقاً تحت أى مسمى من شخص يفترض فيه الوطنية بخلاف أن الخلاف فى الرأى بين المصريين ليس مكانه "الواشنطن بوست" ولا الدفع بكلمات تحريضية لإدارة أمريكية متعصبة ضد المسلمين وتحتل بلادهم فى العراق وأفغانستان واليوم تخطط لإحتلال ليبيا وتدعم العدو الصهيونى المحتل لفلسطين، على حد قوله.
ومستشار المفتى ينفى وفى المقابل، أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية والمتحدث باسمه، أن المفتى لم يذكر على الإطلاق اسم السلفيين فى مقاله الذى نشرته صحيفة " الواشنطن بوست"، ولكنه تحدث بصفة عامة عن الخطر الذى يمثله الفكر المتشدد على وحدة المسلمين وعلى مصر التى نسعى جميعا فى أن تخرج من هذه الظروف التاريخية التى تمر بها بعد ثورة 25 يناير المباركة وهى قوية ومتماسكة بدون أى انقسام فى صفوف أبنائها.
وكان أحد المواقع الاليكترونية قد ذكر أن المفتى طلب فى مقال له ب"الواشنطن بوست" أنه يطالب بالتدخل الخارجى من أجل ردع السلفيين لهدمهم الأضرحة، كما تقدم عدد من المحامين على أثر ذلك الخبر بتقديم بلاغ للنائب العام يطالبون فيه بالتحقيق مع الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية لقيامه بتحريض دولة أجنبية معادية، وهى أمريكا ضد مواطنين مصريين، مما يهدد السلام الاجتماعى والوحدة الوطنية ويثير الفتن.
الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، أكد أن الدكتور على جمعة يتحاشى دائما فى كل الندوات والمؤتمرات التى يشارك فيها على عدم المساس بأى فصيل من الفصائل الإسلامية وأنه لم يذكر أبدا اسم السلفيين فى أى خطبة له، وذلك حرصا منه على عدم إثارة الشقاق والانقسام فى صفوف المسلمين والوصول إلى كلمة سواء تجمع كل أبناء الأمة ولا تفرقهم , وأكد أن الحوار والنقاش العلمى والموضوعى حول القضايا الخلافية يمكن أن يزيل أو يخفف من حدة الخلافات وتبادل الاتهامات.
وشدد مستشار مفتى الجمهورية على ضرورة وقف الهجمات الإعلامية التى يلجأ إليها بعض المنتمين للفصائل الإسلامية، خاصة وأن هذا التصرف يلحق الضرر بالجميع بلا استثناء ويشوه صورة الإسلام أمام الآخرين بوصفه دينا وسطيا ومعتدلا يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، واختتم مستشار مفتى الجمهورية تصريحاته بدعوة كل أبناء الأمة بالابتعاد عن الفرقة والانقسام وتوحيد الصفوف حتى تخرج مصر من هذه المرحلة التاريخية التى تمر بها وهى قوية بأبنائها، ولتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين بها للنيل منها وإضعافها.