ضبط سائق استخدم إضاءة تُعرض حياة المواطنين أعلى الدائري| فيديو    رئيس البرلمان منتقدًا غياب "نواب": أقول أسماء الغائبين بصوت عال لأهمية الجلسة وليس لإحراجهم    محافظ المنوفية ورئيس الجامعة يفتتحان المعهد الفني للتمريض الجديد بمنشأة سلطان    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    تنسيق الجامعات.. 6 أقسام متاحة لطلاب الثانوية ب حاسبات حلوان    إزالة 7 تعديات على أملاك الدولة والأراضي الزراعية في حملات ب الشرقية    العربية: إيران تعتقل عشرات الجواسيس المرتبطين بإسرائيل    زيلينسكي يزور فيينا للمرة الأولى منذ بداية الحرب الروسية - الأوكرانية    إسرائيل تستعد لإطلاق رحلات جوية لاستدعاء العسكريين والعاملين في الصناعات الدفاعية من الخارج    سفير إيران لدى الكويت: لسنا بصدد توسيع الحرب ولن نتوانى في الدفاع عن سيادة بلادنا بحزم    ترتيب مجموعة الأهلي فى كأس العالم للأندية قبل مواجهة بالميراس البرازيلي    «خيالكم مريض».. رئيس تحرير الأهلي يشن هجوما ضد هؤلاء بسبب تريزيجيه    جامعة أسوان تنظم ورشة عمل لمناهضة العنف ضد المرأة    مصرع طفل أسفل عجلات قطار الصعيد عند مزلقان دماريس بالمنيا    محافظ قنا ينتقل لموقع انهيار منزل بقرية دندرة ويتابع جهود الإنقاذ    اليوم .. محاكمة 15 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية في مدينة نصر    وزير الثقافة: لا مساس بحرية الإبداع.. والتوصيات تركز على جودة المحتوى ودعم الإنتاج والتوزيع الدرامي    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    «وحشتنا القاهرة».. إلهام شاهين تعلن عودتها من العراق    انطلاق برنامج «مصر جميلة» لاكتشاف ودعم الموهوبين بقصر ثقافة أبوسمبل (صور)    «حسبي الله في اللي بيقول أخبار مش صح».. لطيفة تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاة شقيقها    ما هي علامة قبول الطاعة؟.. أستاذ بالأزهر يجيب    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الصحة»: الدولة تسير في مسار مالي لتحفيز الأطباء وتحسين بيئة العمل بالمستشفيات الحكومية منذ 11 عامًا    محافظ المنوفية يدشن قافلة طبية متكاملة بمنشأة سلطان ضمن احتفالات العيد القومي    بعد هروبها.. أب يقيد ابنته في أحد شوارع حدائق أكتوبر    رئيس الوزراء يستعرض خطوات تنفيذ برنامج الطروحات بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات    المصرف المتحد سابع أكبر ممول لإسكان محدودي ومتوسطي الدخل ب3.2 مليار جنيه    الوكالة الدولية للطاقة الذرية:التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يؤخر العمل نحو حل دبلوماسي    «الداخلية» تقرر السماح ل42 مواطنًا مصريًا بالحصول على جنسيات أجنبية    «هيئة الدواء» تقدم.. نصائح لتقليل الإصابة بمرض النقرس    رئيس مجلس النواب يعلن قواعد مناقشة الموازنة العامة    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    عميد «علوم سياسية الإسكندرية» يُكرّم الملحقين الدبلوماسيين الجدد من خريجي الكلية (صور)    شوبير يكشف سبب تبديل زيزو أمام إنتر ميامي وحقيقة غضبه من التغيير    الصحة: لا نعاني من أزمة في أعداد الأطباء.. وبدء تحسين أوضاع الكوادر الطبية منذ 2014    الدخول ب 5 جنيهات.. 65 شاطئًا بالإسكندرية في خدمة المصطافين    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    الاثنين 16 يونيو 2025.. البورصة المصرية تعاود الارتفاع في بداية التعاملات بعد خسائر أمس    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    إيران تنفذ حكم الإعدام فى مدان بالتجسس لصالح إسرائيل    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    مدرب بالميراس يتوعد الأهلي قبل مواجهته في مونديال الأندية    النفط يرتفع مع تصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات    عمرو أديب: كنت أتمنى فوز الأهلي في افتتاح كأس العالم للأندية    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    "بعد لقطة إنتر ميامي".. هل يلقى حسين الشحات نفس مصير محمد شريف مع الأهلي؟    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    إيران تعلن اعتقال عنصرين تابعين للموساد الإسرائيلى جنوب طهران    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضايا مصرية (6)
نشر في الشعب يوم 09 - 12 - 2006

لم يعد فى قاموس الكلمات ما يكفى لوصف الحالة المصرية المتردية، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كافة المشاكل تهون مهما كانت ضراوتها إلا الاجتماعية، فكم عانت مصر كثيرا فى تاريخها من جوع ومرض واحتلال وإذلال بدأ من الهكسوس الذين استمروا واحد وثمانين ملكا إلى أسرة "محمد على" الألباني وحكام الجمهوريات الذين أسلموا إراداتهم للهيمنة الأمريكية ولأعداء مصر التاريخيين الطبيعيين. كان الأمل دائما باقيا بفضل سلامة نسيج "مصر" الاجتماعى الذى "كان" يستمد تماسكه ومقاومته من إيمانيات الشعب وعقيدته وأخلاقيات أمة متجذرة فى التاريخ منذ بدأ التأريخ. وتكون النتيجة (أو كانت) دائما أن يهب المصرى متحررا من توابيت الأسى وأكفان المهانة مستمدا قوته من موروثات ثقافته المستندة أساسا على كونه أقدم شعب متدين فى التاريخ، ولهذا سميت مصر بالمحروسة – المحروسة بعقيدتها وإيمانياتها وثقافتها الدينية التى لم ينجح أى غاز خارجى أو محتل داخلى فى اختراقها أو تشويه أصلها.
فطن أعداء مصر الطبيعيين التاريخيين إلى قوة جهاز "مصر" المناعى وأدركوا أن السبيل لقتل هذه الأمة هو إصابتها "بالإيدز" العقائدي الذى يفقدها مناعة روحها ويشل قدرة إيمانها، عن طريق محوريين أساسيين قد يبدوان منفصلين لكنهما مرتبطان متلاقيان وهما تسفيه "العقيدة" وتحييدها وضرب بذور الشك فى الهوية. أما عن سبل العدوى وأدواتها فكثيرة عديدة منها ممارسة "الشذوذ الفكرى" وافتعال وضعه فى أطر ثقافية حضارية ديكورية (!)، ومنها نقل الدم المصاب إلى داخل الأمة ممن يبدون من فصيلتها (!!). أما أدواتهم فتكون فى عملائهم، سلطة متمصرة تبدو عربية بثقافة أعجمية تمثل اختراقا وطنيا واحتلالا داخليا، وزمرة من مدعىّ الثقافة يشككون ويشتتون الهوية ويسفهون الفضيلة ويشيدون بإستماته بكل فاجر ورذيلة.
* * * * * * * * * * *
(1) حرب الرموز :
مصر ليست عربا فقط وفراعين بل ومن كل ملّة متمصرين. ويزيد عليهم المتحولون والمتحورون ومتعددى الجنسية وهم ينتسبون أسما للمصرية لكنهم فعليا بأهواء أعجمية وولاءات غربية. لم تكن مصادفة أن تكون السيدة الأولى فى الجمهورية الثانية من رعايا "مالطة"، وأن تكون فى الجمهورية الثالثة من رعايا "اسكتلندا" وأن تحظى العائلة الرئاسية بالجنسية البريطانية. ولم تكن مصادفة أن يكون معظم الوزراء منذ نهاية السبعينات من مجتمعات أوربية وثقافات غربية وانتماءات متعددة الجنسيات، بدأ من مجموعة وزراء نادى باريس (وزارة عاطف صدقى) إلى عصبة الأمم الحالية التى تتبوأ الآن معظم المقاعد الوزارية ومفاصل الدولة المصرية.
لم تكن مصادفة أن يتم مطاردة الإسلاميين واعتقالهم (من 22 إلى 30 ألف معتقلا إسلاميا سياسيا فى سلخانات الأمن)، ولم تكن مصادفة أن يتم تهميش الدراسات الدينية فى المدارس والجامعات (حتى قبل 11 سبتمبر)، ولم تكن مصادفة أن يتم الهيمنة على الأوقاف الإسلامية وعدم صرفها فيما أُوقف لها، ولم تكن مصادفة أن يتم إهمال المساجد والزوايا وتعيين نوبتجيات أمنية ترصد الأنفاس المبتهلة فى صلواتها والأكف الضارعة فى دعواتها، ولم تكن مصادفة أن يتم تعظيم كل سحاقية وهرطقية إعلاميا كمثال للاحتذاء ونموذج للاقتداء، ولم تكن مصادفة أن يدفع بالشواذ لتبوء المقاعد القيادية والمناصب الرئاسية. ولم تكن مصادفة أن يتم مطاردة ومضايقة طلاب العلم الأجانب الملتحقين بالمعاهد العلمية الأزهرية بغرض إضعاف دور "الأزهر" التاريخى وتحجيمه وتقزيمه عالميا وإسلاميا.
لم تكن مصادفة أن يتوالى الهجوم على فريضة "الحجاب" الذى يصورونه أمرا عفويا أو شيئا ثانويا مقارنة بطوفان المشاكل الدموية التى تعيشها البلاد ويقاسيها العباد.
وقد أنساق البعض من القوى الوطنية (ومنهم الإسلامية) وراء الاعتقاد بصحة تلك المقولة .. "مقولة أن هناك أمورا أكثر أهمية من الحجاب". وهذا ليس صحيحا بالمطلق ويكفى الآن أن نعرف فحواه وأهميته. فالحجاب حتى لو كان مثار جدل فى كونه من الفرائض الدينية فإنه يعتبر "رمزا" للأمة المصرية مسلميها ومسيحيها – رمزا للعفة والاحتشام. فمصر ليست القاهرة المريضة التى تمثل كوكتيلا ديكوريا منفرا تبارت سلطات الاحتلال الداخلى فى مسخه وتشويهه (وإن كانت ممتلئة بالمحجبات من شرقها لغربها)، مصر الحقيقية هى الريف والصعيد والبوادي والكفور والنجوع الذين مازالوا يتمسكون بفضيلة الحجاب كعقيدة دينية أكثر منها عادة اجتماعية.
أخطأ كل من استهان بتلك المعركة - فحروب الرموز أشد أنواع الحروب خطورة وتأثيرا.
سبق وان تطرق الأستاذ "هيكل" فى حديث له على فضائية الجزيرة ( الخميس 29 يونيو 2006) عن أهمية "حروب الرموز" كإستراتيجية غربية إسرائيلية وقام بتوضيح مدى خطورتها وضراوتها فذكر أن جزء كبيرا جداً من ما دار حوله التفاوض بين مصر وإسرائيل (قبل وبعد حرب أكتوبر 1973) كان حول "رموز" تتعلق بالشعب المصرى منها أسم البلد (الجمهورية العربية المتحدة) ومنها علم الجمهورية ومنها نشيد مصر الوطنى (والله زمان يا سلاحى). وقد أنصاع "السادات" كعادته لكافة الإملاءات الإسرائيلية كليا جذريا باستثناء "العلم" الذى قام بتغيره جزئيا بعد رفض قيادات عسكرية تغييره لكونه الراية التى عبرت تحتها فيالق قواتنا المسلحة حاجز الهزيمة.
التغيير المادى قابل للتعديل والتغيير والإعادة للأصل، لكن تغيير الرموز وتعديلها يرسخ مفهوم الانصياع التام ويؤكد ثقافة الانهزام أمام الآخر وهو أمر من الصعب علاجه وأن يعود لأصله.
فهل "الحجاب" كرمزية للمتدينين عامة وللمسلمين خاصة اقل شأنا من رمزية العلم والنشيد الوطنى وأسم الجمهورية ؟؟؟.
حرب "الحجاب" كانت وستظل حربا رمزية لترسيخ فيروس "الإيدز الأخلاقى" فى إيمانيات الأمة المصرية بعد نجاحاته المبدئية فى إصابة قطاعات كبيرة بالمرض الذى لا علاج له ولا شفاء.
نجح الاحتلال الداخلى فى إصابة جهاز المناعة المصرى الأخلاقى. فإن كان فى مصر أكثر من 14 ألفا من حالات الإصابة بالإيدز المرضى العادي المعروف، أكثر من 80% منها نتيجة ممارسات شاذة، فإن هناك عشرات إضعاف هذا الرقم من حالات "الإيدز الأخلاقى" تظهرها عشرات الآلاف من قضايا أثبات النسب أمام المحاكم المصرية، وأرقام مفزعة عن حالات زواج عرفى (هو اقرب لاتفاق رذيلة) يدور حول المليون حالة (!!)، وهناك الشهرة المصرية فى الوطن العربي والعالم التى فاقت شهرة شارع الحمراء (بيروت فى الستينات) ومواخير بانكوك بعد الاحتلال الأمريكى. شهرة الدعارة واللحم الرخيص – شهرة أن نساء مصر "لعب" ورجالها "خشب" وحكمها لمن كلب (غلب).
حالات الإيدز الأخلاقى تظهرها حالات السعار الجنسى الذى يتم دون وازع أخلاقى ودون رادع قانونى فى معظم المحافظات المصرية وإن ظهر للعنان فى منطقة "وسط البلد" بالعاصمة المصرية أيام عيد الفطر الماضى.
حالات الإيدز الأخلاقى تظهرها تسجيلات الفيديو (التى تم توزيعها على سى دى) التى تفضح ممارسات أجهزة الأمن السافاكية فى السلخانات الأمنية بتعذيب الرعايا المصريين بالانتهاكات الجنسية السادية التى يتلذذون بتصويرها بأجهزة المحمول والكاميرات الرقمية (تحدث عنها الأستاذ فهمى هويدى بالتفصيل).
حالات الإيدز الأخلاقى أفرزت عصابات إجرامية متخصصة فى حالات الانتهاك الجنسى للنساء والفتيات وأخيرا الأطفال، وليتهم يكتفون بجرائمهم الجنسية (!) ولكنهم يفجرون كسلطة بلادهم السياسية ويتمادون كأفراد وضباط الأجهزة الأمنية السافاكية بالوصول إلى قمة لذاتهم الشيطانية بقتل ضحاياهم وطرائدهم بعد انتهاك أعراضهم. هذه ليست مبالغة لفظية أو اقتباس من أفلام رعب أمريكية ولكنها توصيف أقل من المختصر لما حدث منذ أيام من عصابة حثالة أفرزتها حالة الإيدز الأخلاقية. مجموعة شباب وصبية تسمى بعصابة "التوربينى" (نسبة إلى قاطرة التوربين المستخدمة فى السكة الحديد) اعتادوا القيام باختطاف الأطفال والاعتداء الجنسى عليهم، متخذين من بعض مخازن "السكك الحديدة" وأنفاق المشاة وكرا لجرائمهم، ثم يقومون بإلقاء ضحاياهم أمام القطارات الليلية المسرعة لسحق أجسادهم البضة المنتهكة عرضها للتخلص منهم بعد قضاء حاجتهم ولذاتهم (وصل عدد الحالات إلى 23 طفلا، لم يتم العثور إلا على 17 جثة).
هل هناك علاج لهذا الإيدز الأخلاقى ؟؟ - نظريا نعم – والبداية الأساسية تكون ببتر واستئصال "أم القيح" مصدر البلاء ومركز الابتلاء.
* * * * * * * *
(2) الاحتلال والانحلال :
ليست مصادفة أن يرتبط الاحتلال دائما بالانحلال، وبالتالى فإن الانحلال هو مظهر من مظاهر الاحتلال (داخلى أو خارجى) ودال عليه. الوجود الأمريكى فى تايلاند (الذى كان أشبه باحتلال بموافقة حكومتها الضعيفة) أفرز أكثر من أثنين مليون عاهرة بشوارع "بانكوك" وضواحيها وعشرات الآلاف من القوادين وبيوت الدعارة والمواخير ومئات الآلاف من أولاد الزنا.
الاحتلال الداخلى فى "اندونيسيا" افرز أقذر تجارة عرفتها البشرية منذ تاريخ الخليقة – وهى تجارة الجنس النظيف (Clean Sex) – حيث يرتاد عشرات الألوف من السائحين الأوربيين ومن استراليا أماكن معينة فى الجزر الاندونيسية وعن طريق عصابات منظمة لممارسة الجنس مع أطفال وبنات لم يبلغوا الحلم لكونهم لم يتلوثوا بعد فيكون لأولئك الذئاب لذة تلويثهم وتدنيسهم.
الاحتلال البريطانى لمصر أفرز مواخير "عماد الدين" والأزبكية و"الكيت كات" وبيوت الدعارة ومستشفى "حوض المرصود" (مستشفى جلدية بحى "السيدة زينب" كانت متخصصة فى توقيع الكشف الطبى على العاهرات) – وقد صور الكثير من الأعمال الدرامية تلك الفترة بشئ أقرب للواقعية، منها فيلم "زقاق المدق" وفيلم "خمسة باب" ومسرحية "بولوبيف".
الاحتلال الأمريكى للعراق افرز عشرات الآلاف من العاهرات وفتيات الليل اللائى وجدن سوقا رائجة فى دويلات الخليج المجاورة تحت مسميات مختلفة.
الاحتلال الداخلى لمصر الآن أفرز انهيارا للقيم المصرية وأصاب قطاع ليس بالقليل بفيروس "الإيدز الأخلاقى" الذى نراه فى مظاهر العرى والفجور وتجارة الجنس والدعارة الصريحة والغير صريحة وأفلام وشواطئ البورنو وجرائم انتهاك الأعراض وتعظيم مكانة الشواذ والسحاقيات وتسفيه الفضيلة وتمجيد وتعظيم الرذيلة.
الدولة المصرية فى حالة احتلال والمجتمع المصرى فى حال انحلال، والقابضون على دينهم فى وجود الاستعمار كالقابضين على شوك دام وجمر من نار.
* * * * * * * *
(3) محاولة تشويه الهوية:
سؤال سخيف يتردد من بعض المتثقفين (مدعى الثقافة) وهو من نحن ؟؟. هل نحن فراعين أم بحر أوسطيون متأوربون أم من نسل العرب الغازين ؟؟. السؤال ليس بريئا والهدف هو بث الشك فى الهوية العربية ليس لذاتها ولكن لارتباطها بالعقيدة الدينية الإسلامية. أى أن هذا التشكيك هو مرحلي لغاية كبرى تندرج تحت تصنيف "الإيدز العقائدى".
الاسم الأصلى للأصول الأقدمين هو "المصريون القدماء" ومنها جاء علم "الإيجيبتولوجى". هذا الاسم تم تحويره عنوة إلى "الفرعونية" – رغم أن هناك نظريات علمية تنسب مصطلح الفراعنة إلى الهكسوس (الأسرة 14 – 17) فى العام 1700 ق.م ولمدة أختلف عليها من 170 إلى 400 عاما – والأخيرة أقرب لكون حكمهم دام واحد وثمانون ملكا. فالفرعونية كانت "اسم مكان" مثل "الباب العالى" ونسب لاحقا لشخوص قاطنيها، وكان الهكسوس الغزاة يقيمون بمناطق محصنة عظيمة البناء أطلق عليها أسم "فرعون" ومنها أنتقل الاسم لملوكها. وانتهت الحقبة المصرية القديمة (أو ما يسمونها بالفرعونية) إكلينيكيا فى العام 950 ق.م بعد الحكم الليبي الذى أستمر 220 عاما وتلاه النوبي – ثم تحرر قصير – ثم الفرس – ثم تحرر قصير – ثم الفرس ثانية ولمدة عام (334 ق.م) ومنه إلى الإغريق فالرومان حتى الفتح العربى وتحول مصر إلى الإسلام والقبول الطوعى للتعريب، ثم فترات من الإنتكسات حتى قيام ثورة يوليو 1952.
وقد شهدت مصر خلال تاريخها الاستعمارى الطويل كمستعمرة ظاهرتين كبيرتين هما "التهجين" من نسل الغزاة الخارجيين و"التواطؤ" معهم – ويظهر هذا فى مفاصل تاريخية عديدة منها :
أ – بعد نجاح القائد المصرى الجنوبى "أحمس" فى طرد الهكسوس وقيامة بأعمال التطهير للبلاد فوجئ بثورة مصرية داخلية عارمة موالية للهكسوس الغزاة، وهم حسب النظريات التاريخية من نسل الغزاة (كهجين) وذلك كناتج طبيعى لطول إقامة المستعمر فى البلاد ومخالطته للعباد، أو من الموالين النفعيين المتعاملين مع الغزاة والمستفيدين منهم.
لذا فعندما يدعىّ أحدهم مسلما كان أو مسيحيا بأنه من نسل الفراعين وبأن جده الأكبر هو "نعرمر منا" كمثال فإن الرد عليه ببساطه هو ولماذا لا يكون من نسل الهكسوس ؟؟ أو من نسل اليهود العبرانيين ؟؟ أو من نسل الليبيين أو النوبيين أو الفرس أو الإغريق أو الرومان أو من "البشموريين" (هجين من قبط مصريين واروام ويونانيين) أو من نسل العبيد المماليك أو من الترك أو من نسل الجنود الأفريكان والهنود والإنجليز الذين كانوا يملئون شوارع مصر وأزقتها أو من أصل ونسل أهل جزر المتوسط (قبرص واليونان ومالطة وجنوب إيطاليا) الذين وجدوا فى مصر مكانا للعيش بعد الحرب العالمية الأولى واستمروا حتى الستينات ومنهم من تمصر. لذا ... فالأجدى له أن يصمت، فهذا أكرم له، وأن يحمد ربه بعد أن رست هويته المصرية أخيرا بعد التيّه والشتات على شاطئ "العربية" وأساس الأرضية "الإسلامية" إن كان مسلما أو مسيحيا. فلولا سماحة الإسلام لاندثرت المسيحية من الأراضى المصرية، فالإسلام لم يقم بمثل "محاكم التفتيش" الأسبانية الأوربية التى أجبرت المسلمين على التنصير وإلا فالموت بالحرق أحياء.
ب – ينسى بعض المصريين مدى الإذلال والمهانة التى لاقاها أجدادهم على يد البيزنطيين (الرومان الشرقيين)، وفى هذا يقول المفكر الكبير د. رأفت عبد الحميد: وما أقل المصريين معرفة بتاريخهم‏‏ هو أن أجدادهم القبط (أي المصريين) تعذبوا واضطهدوا علي يد حكام بيزنطة المسيحيين‏,‏ أشد بكثير مما عرفوا من مهانة وتقتيل واستشهاد أيام الأباطرة "الوثنيين ساويرس ودقيوس ودقلديانوس"‏,‏ لا لسبب إلا لحرصهم علي عقيدتهم الدينية (المسيحية الأورثوذكسية) . كانت روح مقاومة وطنية وهي نفس الروح التي قاومت كل المستعمرين على مر العصور ومعروف عن المصري شدة مقاومته لغزاته . ولهذا كان ترحيب الأقباط بالفتح العربى عظيما واشتركوا مع القوات العربية فى قتال البيزنطيين والموالين لهم (بلغت قوات الفتح العربى 12 ألفا فقط معظمهم من أهل اليمن). ولكن كالعادة كان هناك نوعا من المصريين الذين تم تهجينهم بالتزاوج مع أروام ويونانيين (وتلك ميزة لا تتاح لباقي المصريين الفلاحين الرعاع !!) ويطلق عليهم أسم "البشموريين" – وهم الذين قادوا ثورة الإسكندرية ضد قوات "بن العاص" بمساعدة بحرية بيزنطية. ويبدوا أن "البشموريين" مازالوا موجودين حتى الآن والحين (!!).
ج – أما نموذج تواطؤ بعض المصريين والمتمصرين فيظهر فى قصتى السردار (الجنرال) أو المعلم "يعقوب حنا" و "برطلمين يني الرومي" الشهير "بفرط الرمان" في مؤازرة جيوش الفرنسيس (نابليون 1798 – 1801). فالأول قام بحشد حوالى الألفين من شباب القبط لمحاربة إخوانهم من الشعب المصري وإخماد مقاومة أهل الصعيد وتقديم الدعم البشرى في معارك غزو الشام، أما الثانى فكان يتولى "الجباية" المالية من الطوائف والصناع وأصحاب الحرف وغيرهم. وكم قاسى أهل المحروسة ممن كانوا ينسبون لهم لأنه يعرفون خفاياهم وأسرارهم ودهاليزهم ولكنهم لم يرحموا حالهم أو يقدروا ظروفهم. (تاريخ الجبرتى – عجائب الآثار فى التراجم والأخبار).
"العروبة" ليست ترفا أو خيارا نقبله أو نرفضه، إنها المرسى النهائى لرحلة "الهوية" المصرية فى محيط التاريخ الذى كان بالغ القسوة على مصر المحروسة وأهلها، فكم تعرضت لشتات وتشريد نتيجة سلاسل متصلة ومنفصلة من الاحتلال والإذلال حتى وجدت ثوب عروبتها وروح عقيدتها المنسجمان المتفقان اللذان يتسقان مع جذور تاريخها وثقافتها. لم تكتف مصر المحروسة بأن تكون متأثرة ولكنها وكما كانت دائما فاعلة مؤثرة. تعربت مصر وأسلمت ولكنها ساهمت بقدر كبير فى تثقيف العرب وفى تطوير "كيان فقهي وسطى" للشريعة الإسلامية يبرز اعتداله وسماحته. الهدف من وراء المؤامرة "الخائبة" على هوية مصر العربية هو فك مرساها لتعود هائمة مشردة تستجدى هوية غير هويتها – بحر أوسطية أو أوربية. ومهما فعلت أو فعلوا بها فلن تمنح لها – فالهويات لا تمنح بقرار سياسى.
* * * * * * * *
(4) نساءنا وأولادنا .. بأى ذنب يهانوا وبأى جرم يقتلوا :
بعيدا عن حروب الرموز التى تستهدف المجتمع المصرى ككل فى مخطط مرحلى سابق الإعداد، فإن هناك جرائم مادية ملموسة ومحسوسة قد وقعت على نساءنا وبناتنا وأولادنا. فمندوب السلطة المصرية الممثل بوزير صفاقتها (وليس ثقافتها) ومعه معيته وسدنته وبهاليله وعياله وزمرة المشخصتية من نسوة ورجال معروفون ومعروفات بسوء الحال والذين يسبغ عليهم "وزير الصفاقة" العطايا من نقودنا وخير بلادنا قد قاموا بازدراء فريضة من فرائض عقيدتنا وإهانة سيداتنا ونساءنا وبناتنا بسبهن ووصمهن بالتخلف والإجرامية – وهن خير وأشرف منهم ومنهن ومن سلسال أسرهم وأسرهن. وهناك جرائم انتهاك أعراض أطفالنا وقتلهم فى غياب تام لأمن السلطة السافاكى الذى أختزل دوره فى حماية الأسرة الحاكمة ورموزها.
أهل بيوتنا من نساء وفتيات المعتدى على حقوقهن بإهانتهن ماديا ومعنويا يستصرخوننا "أى رجال أنتم !!؟؟". وأطفالنا المنتهك عرضهم والمسلوب حقوقهم والمسفوك دماءهم تصرخ أرواحهم البريئة "بأى ذنب قتلوا !!؟؟".
لن تكون الإجابة أن ذنبهن وذنبهم أن الأذلاء الجبناء الضعفاء أباء لهم وأولياء أمورهم. فهم ليسوا لعبا ورجالهم ليسوا خشبا وشرفهم وعرضهم لن يكون لمن غلب. الإجابة التى يؤكدها التاريخ هى أن المصرى مثل "الجمال" حمال – يصبر ويصبر ولكن لا ييأس – يسامح ويغفر ولكن لا ينسى – وعندما يهب يكون كالطوفان والإعصار – وويل لمن أهانه يوم حسابه.
هشام الناصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.