أعلن الرئيس السنغالي عبد الله واد لمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال السنغال أن دكار تستعيد اعتبارا من الأحد جميع القواعد العسكرية الفرنسية في البلاد، التي تعد واحدة من ثلاث منشآت عسكرية دائمة لباريس في افريقيا. وجاء هذا الإعلان الذي يعتبر رمزيا للغاية مساء السبت في اطار خطاب إلى الأمة عبر الاذاعة والتلفزيون في الوقت نفسه الذي وصل فيه وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتوفو إلى دكار للمشاركة في عروض عسكرية بمشاركة القوات الفرنسية الأحد. وكانت عاصمتا البلدين اتفقتا في فبراير على إغلاق هذه المنشآت التي تضم نحو 1200 جندي. وتريد باريس أن تنشىء بدلا عنها قطب تعاون عسكري ذا توجه اقليمي، لكن مع ثلاثمئة عسكري فقط. وأعلن الرئيس السنغالي في مستهل خطابه أن هذه السنة ستكون مختلفة عن غيرها. وقال "في الواقع بعد استقلالها الرسمي وافقت حكومتنا في تلك الحقبة على أن يكون للقوة المستعمرة السابقة على أرضنا قواعد عسكرية، برية وجوية وبحرية". واستطرد "مع مر السنين بدا هذا الوضع غير لائق وأثار في الغالب شعورا لدى شعبنا وخصوصا الشبان والكوادر والجيش بأن الاستقلال غير مكتمل". وأضاف "أعلن رسميا أن السنغال ستستعيد اعتبارا من اليوم في الرابع من نيسان/ ابريل عند الساعة 00,00 (بالتوقيتين المحلي وغرينتش) جميع القواعد (العسكرية) على أرضنا التي كانت تحت سيطرة فرنسا، وتعتزم ممارسة سيادتها عليها". وسرعان ما جاء رد الفعل من باريس، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسيية لوران تيسير لوكالة فرانس برس إن المحادثات متواصلة، مبينا انها تتناول أشكال التعاون لا سيما في ما يتعلق بالابقاء على قوة عسكرية فرنسية صغيرة. واضاف المتحدث إن القوة العسكرية ستكون بشكل قاعدة عملانية للتعاون ذات توجه اقليمي وستكون نتيجة ما يتفق عليه مع السنغال. ومساء السبت (3-4)، أوضح مصدر فرنسي في دكار لفرانس برس أن سيادة (دكار) قائمة فعلا لان السنغاليين هم الذين يملكون (هذه القواعد)، فهذه الأراضي لا تعود إلى فرنسا خلافا للملكيات الدبلوماسية المتمثلة بسفارة مثلا. لكن تساؤلات عديدة لا تزال مطروحة: ما هي التأثيرات الملموسة للاعلان السنغالي اعتبارا من الأحد على الجنود الفرنسيين المتمركزين في دكار؟ هل أن ذلك سيسرع رحيلهم؟ أي شكل سيتخذه من الان فصاعدا التعاون العسكري بين البلدين؟. وقد ظل الرئيس السنغالي غامضا في هذا الصدد، هل يتعلق الأمر بمهل لتحرير هذه القواعد، أطلب من رئيس الوزراء ورئيس هيئة الاركان العامة للجيش البدء بمحادثات مع الجانب الفرنسي. وقد تحدث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي غاب عن احتفالات الذكرى الخمسين لاستقلال السنغال عن هذا الموضوع الحساس في رسالة وجهها الجمعة إلى نظيره السنغالي. وكتب في الرسالة إن فرنسا لا تزال بطبيعة الحال مستعدة لمواصلة سياسة تعاون عسكري، ثنائي واقليمي، في السنغال دعما لاستقرار المنطقة وارتقاء القوة الأمنية الافريقية التي كما أعلم انتم متمسكون بها. واليوم الأحد ستشترك القوات الفرنسية والسنغالية معا في عروض عسكرية احتفالا بالذكرى الخمسين للاستقلال على جادة تحمل اسم (الجنرال ديجول).