انتقد الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك التمييز بين اللاجئين على أساس دينهم من قبل الغرب والأمم المتحدة ، مؤكدا أن اللاجئين المسلمين يتلقون معاملة سيئة ويتم اضطهادهم بسبب دينهم مقارنة بالمسيحيين واليهود وأصحاب الديانات الأخرى . جاء ذلك في مقال للكاتب البريطاني بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن أزمة اللاجئين المسلمين حول العالم بعنوان "القاعدة الأولى للجوء - لا تكن مسلما إذا كنت تريد المساعدة" ، قال خلاله فيسك : "نحن نتعامل الآن مع كل لاجئ على أساس عرقه أو دينه أو الغرض من قدومه إلى بلادنا . ولا نعاملهم كبشر في محنة إنسانية تستوجب مساعدتهم" . وقال : بعد الهولوكست، قرر الغرب عودة الناجين من اليهود إلى فلسطين بدلا من الاستقرار في أمريكا، بدعوى أنه "موطنهم الأصلي" ، وتسبب ذلك في ظهور نحو 750 ألف لاجئ عربي في فلسطين ولايزال وجودهم حتى اليوم فضيحة للإنسانية. وأضاف فيسك : اللاجئون المسيحيون القادمون من العراق وسوريا ومصر وجدوا ترحيبا من أوروبا والولاياتالمتحدة ، ولكن نشاهد حاليا أن معظم اللاجئين المسلمين الفارين من دولهم المسلمة لا يتلقون نفس المعاملة او الترحاب. وتابع : قدم الأمريكيون "ملاذا أمنا" للأكراد في العراق في 1991، عقب صدامهم مع صدام، ولكن لم يعد هناك المزيد من الملاذات الآمنة، ولعل الذكرى ال20 لمذبحة سربرنيتسا الأسبوع الماضي هي أبرز دليل على ذلك. وبالإضافة إلى هذا وذاك، فإن الغرب على الرغم من إنقاذه للاجئين الذين تقطعت بهم السبل وسط مياه البحر الأبيض المتوسط، فهو لا يريدهم على أراضيه .. لماذا؟ لأنهم مسلمين وليس مسيحيين - أو "غربيين" كما أننا نفضل أن نطلق على أنفسنا اليوم؟ أخشى ذلك ، بحسب تعبير فيسك . وتساءل : ماذا سيفعل الغرب حال انهيار اليونان في نهاية المطاف، ماذا سيقدم لملايين اللاجئين اليونانيين الذين يقفون على حافة أوروبا "المنكمشة اقتصاديا" .. نعاملهم بازدراء كما عاملهم وزراء الاتحاد الأوروبي في نهاية الأسبوع الماضي، أو السماح لهم بالاستقرار في شمال أوروبا لأنهم مسيحيون وليسوا مسلمين؟ وأشار إلى أن البيان المشترك لمؤتمر رعته الولاياتالمتحدة عام 1927 أقر أن المساعدات الدولية تقوم على التحيز لصالح المسيحيين ومعاداة المسلمين. واختتم قائلا : للأسف، نحن نتعامل الآن مع كل لاجئ على أساس عرقه أو دينه أو السبب الذي دفعه للهجرة .. نحن لا نعاملهم كبشر. وبالتالي فإننا نخون كل أدياننا وثقافاتنا.