ذكرت مصادر مقربة في قصر "المختارة" ان رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط يعكف حاليا على وضع عناوين كلمته بمناسبة 16 اذار "مارس"، وربما تكون مفاجأتها الكبيرة تسمية نجله تيمور وليد جنبلاط كخليفة له في قيادة الحزب 'التقدمي الاشتراكي' والطائفة الدرزية في لبنان. ومن اهم عناوين الخطاب كذلك توجهه الى الشعب السوري لشرح موقفه من القيادة السورية خلال السنوات الخمس الماضية، لانهاء اعنف قطيعة سادت العلاقات بين الجانبين.
ويريد الزعيم اللبناني بهذه المناسبة ان يعلن نجله امتداداً للسياسة الجنبلاطية ببعديها اللبناني والعربي، غير ان وليد بيك لن يعتزل الحياة السياسة، بل سيحرص على مواكبة تجربة تيمور في تولي الزعامة.
وكان جنبلاط فاجأ حلقة ضيّقة من أصدقائه في الحزب اثناء توتر العلاقات مع دمشق بسؤال: هل تعتقدون بأنّ عليّ ترك العمل السياسي في لبنان؟ واستدرك ان تيمور يتعلم الأشياء بسرعة، ويمكنه أن يلعب دوراً أكبر في المرحلة المقبلة، وأنا قلت له منذ عام ونصف على الأقل إن عليه الاستعداد لدور كبير إذا اغتالوني. واضاف ان هناك أشياء كثيرة مرتبطة بي شخصياً، وإذا بادرت أنا إلى الانسحاب المبكر فربما يتيح ذلك لابني تيمور ولآخرين من زعمائنا إعادة وصل الأمور مع كثيرين في لبنان وخارجه.
وبدا حضور تيمور منذ عام في الحياة السياسية اللبنانية يساهم بتظهير صورة للنجل تبدو معالمها السياسية اكثر تقاطعا مع المعارضة منها مع الموالاة، في مشهد يصفه المراقبون بانه توزيع ادوار بين الاب والابن في زمن لعبة اقليمية ودولية تأخر حسمها النهائي، ولا تعرف رياحها الى اي دفة ستميل.
وكان تيمور اجاب في مقابلة مطولة مع الصحافية الفرنسية جيرمين غراتون مراسلة وكالة أخبار مونتريال الكندية في باريس حول انقلاب ابيه على تحالفه مع سورية قائلا: أعتقد بأن والدي تورط في مواقف تتعارض ومصلحة من سلموه أمانة مستقبلهم السياسي والوجودي من خلال المعلومات الخاطئة التي قدمها له الأمريكيون وبعض العرب، وخصوصا السيد آليوت إبرامز والأمير سلطان بن عبد العزيز عن الأوضاع المتغيرة في الشرق الأوسط. واردف.. نعم أخطأ وليد جنبلاط، وعليه الإعتراف بذلك قبل فوات الأوان.
وحينما قرأ جنبلاط قبل عام تغير الخارطة السياسية في المنطقة عاد لتصحيح موقفه من دمشق، حينما شق صف المعارضة، مما مهد لزيارة حليفه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لدمشق ومعه قيادات معارضة لسورية لاعادة تصحيح المعادلة مع دمشق.
ومؤخرا قام تيمور جنبلاط، بزيارة سرية الى دمشق التقى خلالها مع وفدٍ ضمّ مشايخ من الطائفة الدرزيّة السورية، وشقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وجرى بحث مطوّل في العلاقة بين الزعيم الدرزي وسورية وفي ضرورة فتح صفحة جديدة في هذه العلاقة، مع تناول الأسباب التي أدّت الى القطيعة التي حصلت بين قصر المهاجرين والمختارة.
ولفت المصدر الى أنّ هذه الزيارة تمّ الإعداد لها عبر فريقين لبنانيّين هما حزب الله، عبر مسؤولين فيه، والوزير السابق وئام وهّاب.
وتعتبر هذه الزيارة، التي أحيطت بسرّية شديدة، 'الخرق' الأول في العلاقة بين حليفي الأمس، وهي تبرز الدور الذي سيضطلع به تيمور جنبلاط في المرحلة المقبلة، وهو يشكّل استكمالاً للخطوات التي اتّخذها النائب جنبلاط عبر نجله في الداخل اللبناني، وخصوصاً على صعيد العلاقة مع حزب الله.
ومهد جنبلاط لنجله المتزوج من فتاة شيعية من آل زعيتر، حينما قال انه أقرب في طروحاته الى قوى 8 آذار منه الى قوى 14 آذار، ويتردّد أن وليد جنبلاط مهّد للدور الجديد الذي سيلعبه نجله البكر عبر إشارته الى نوّاب حزب الله بأنّ نجله أقرب منه إليهم.
وما زال من المبكر كيف سيتلقى دروز لبنان خبر الزعامة الجنبلاطية الجديدة في ظل التنافس التاريخي بين الجنبلاطيين والارسلانيين الذين يمثلهم الامير طلال، والذي ازدادت شعبيته في الفترة الماضية وقربه من القيادة السورية.