انتقد الكاتب والمفكر محمد حسنين هيكل في رسالة وجهها إلى رئيس تحرير صحيفة 'المصري اليوم' مجدي الجلاد قول رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري مصطفى الفقي للصحيفة: 'إن الرئيس المقبل لمصر يحتاج إلى (موافقة) الولاياتالمتحدة و'عدم اعتراض إسرائيل'. وكان الفقي وهو قيادي في 'الحزب الوطني الديمقراطي' الحاكم قال للصحفي محمود مسلم في حوار نشرته صحيفة 'المصري اليوم': 'إن نجل الرئيس المصري حسني مبارك، جمال من الممكن أن يرشح نفسه في حالة فراغ منصب الرئيس.. لكن في حالة وجود الوالد فإن هذا الأمر ليس مطروحاً على الإطلاق'.
وسئل عن الموقفين الأميركي والصهيوني من ذلك فقال: 'لا أعتقد أنه سيأتي رئيس قادم لمصر وعليه فيتو أميركي ولا حتى اعتراض (إسرائيلي) للأسف'.
وأضاف: 'إن الأميركيين و (الإسرائيليين) لن يشاركوا ولكن سيفتحون الأبواب أو يغلقونها، وأعتقد أن الترحيب بالسيد جمال مبارك لديهم أكثر من غيرهم لسبب بسيط أنهم يرون أن الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه'.
وفي رسالته التي حملت عنوان 'شاهد ملك' قال هيكل: 'إن حديث الفقي أثار في خواطري وربما خواطر غيري عدداً من الأسئلة'.
وأضاف: 'إنه توقف عند عبارة للأسف أن الرئيس القادم لمصر يحتاج إلى موافقة أميركا وعدم اعتراض إسرائيل'، وهي جملة 'كاملة، ومعبرة، وجملة مسؤولة بلا سهو أو خطأ - باعتبار أن صاحبها يعلم ما يقول، ويقول ما يعلم'.
ورأى هيكل أنه 'إذا كان ما ذكره الدكتور الفقي خبراً وهو خبر بالتأكيد فإن هناك أسئلة وإجابات لازمة لاستكماله وكلها ليست من عندي، وإنما هي مجمل أول درس عن قواعد المهنة وأصولها سمعناه جميعاً'.
وأضاف: 'الحاصل أن الدكتور الفقي أجاب عن سؤال واحد من أسئلة الخبر، وهو السؤال ب: ماذا أي ماذا حدث'، وقد لخصه عنوان: 'إن اختيار الرئيس القادم في مصر يحتاج إلى موافقة أميركا وعدم اعتراض إسرائيل'.
واعتبر الكاتب المصري أن حق المهنة يستدعي بقية من أسئلة لا بد لها من إجابة عنها حتى يستوفي الخبر أركانه، هناك السؤال عن: متى؟ 'أي متى وقع الخبر؟ ومتى أصبح اختيار الرئيس في مصر بموافقة أميركية، وعدم اعتراض إسرائيل؟!'.
وهناك السؤال عن: كيف؟ وهناك السؤال عن: أين؟ وهناك السؤال عن: من؟ وهناك السؤال عن: لماذا؟ وأخيراً هناك السؤال عن: ثم ماذا؟!.