هل يتراجع السيسى عن أحكام الإعدام بعد تهديدات "ميركل"؟

قالت المستشارة الألمانية، "أنجيلا ميركل" مهدده على حد وصف وكالة الأنباء الألمانية خلال مؤتمر صحافي مع قائد الانقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسي بعد اللقاء الذي جمعهما في مقر المستشارية في برلين، أنها صارحت الأخير بضرورة تفادي أحكام الإعدام، مشددة على أن هذا الأمر لم يعد مقبولاً، وأنه في ألمانيا تم تجاوزه منذ زمن.
وأوضحت ميركل أنها بحثت مع السيسي الكثير من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، منها المتعلق بالأمن والسياسة والاقتصاد والحريات العامة، إضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والخطر الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية" على العالم بأسره.
ورداً على سؤال من أحد الصحافيين الألمان، عما إذا كان هناك من تاريخ محدد لإلغاء عقوبة الإعدام، أوضح السيسي أن "لكل بلد قوانينه ولا يمكن تجاهل الدساتير والقوانين المتبعة"، مضيفاً أن "قوانينا تحتكم إلى القوانين الدولية، وليست محاكم خاصة، والبلد يمر بأزمة ونحن لسنا مع أحكام الإعدام بالمطلق، ويجب أن أؤكد أن المحاكمات تتم على درجات، وهناك إمكانية لإعادة التقاضي".
وأثارت زيارة السيسي لألمانيا منذ بداية التحضير لها العديد من الانتقادات والجدل في الداخل الألماني، وطالبت أحزاب ألمانية عديدة منها حزب "الخضر"، وحزب "اليسار" وشخصيات سياسية أخرى بإلغائها، وكان من أبرز المنتقدين للزيارة رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت، والذي عدل عن استقبال السيسي، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وعدم إجراء الانتخابات البرلمانية، متهماً السيسي بإطلاق الوعود فقط.
كذلك اعتبر حزب "الخضر"، أن استقبال ميركل للسيسي "على السجادة الحمراء سيُعد استقبالاً لحاكم مستبد انتهك مبادئ العدالة والديمقراطية".
وخضع محيط مقر إقامة السيسي في فندق "ادلون" منذ أمس الثلاثاء في برلين لإجراءات أمنية مشددة، واضطرت الجهات المعنية إلى إدخال السيسي والوفد المرافق لحظة وصولهم إلى الفندق من الأبواب الخلفية.
كذلك شهدت الطرقات التي سلكها موكبه وقفات احتجاجية من قبل معارضين مصريين للنظام الحاكم في مصر، منددين بتصرفات أركان الحكم وطريقة تعاطيهم مع المسائل المتعلقة بحقوق مواطنيهم، واتباعهم لسياسة الإقصاء لكل من ينتقد النظام سواء من المدافعين عن حقوق الإنسان أو المثقفين أو الصحافيين، مطالبين بديمقراطية تقوم على التعددية.