في مصر لا ينتهي شهر حتى تكون هناك مناسبة, وكلمة تهئنة, وعيد, ولكن هل الوضع الحالي يتوافق مع لفظة عيد. ومع اليوم الأول لشهر مايو يوافق عيد العمال, يظهر رئيس الدولة في مشهد مكرر عبثي يقول خطاب منمق, عن العمال, وسواعدهم, وأنهم بناء الوطن, وبهم تحيا الأمم, ويبقى وضع العمال كما هو بل بالعكس من سئ لأسوء. خطاب السيسي في عيد العمال ظهر السيسي بمناسبة عيد العمال يوم الأثنين الماضي, في أكاديمية الشرطة, ملقيا خطابا يهنئ به عمال مصر بعيدهم, وهما مما أثر سخط واستياء الكثير من العمال, فلم يظهر قائد الانقلاب داخل أحد المصانع, او في أحد المواقع المعبرة عنهم. إلا أن السيسي لم يترك مناسبة إلا وأكد فيها على ضرورة تحمل المصريين الأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد, بسبب محاربته للارهاب, حيث باتت كلمة إرهاب المفتاح السحري لتبرير أي أزمة تواجه مصر منذ الانقلاب العسكري. ذكر السيسي في خطابه العاطفي _كما اعتادنا _: “نظرة المحبة بينكم عندي بالدنيا كلها، ولو فقدت النظرة دي همشي على طول” . وأضاف أن الانتخابات البرلمانية في مصر سيتم اجرائها ولكن حين تنعدل الأحوال, وانه يستحيل اجرائها في شهر رمضان. تجريم الاضطرابات والاعتصامات العمالية على الجانب الآخر, لا شك أن الشريحة العمالية في مصر تعاني أزمة طاحنة والتي تمثل أغلبية الشعب المصري, حيث ذكر الصحفي والكاتب المختص في الحراك العمالي مصطفى البسيوني أن الحركة النقابية العمالية في مصر تعاني أزمة شديدة وانتكاسة قوية منذ انقلاب يوليو, أثر الأحداث السياسية المأساوية التي شهدتها مصر, مما اضطر النقابة العمالية لموالاة النظام الحالي والتنازل عن حق الإضطراب والاعتصام. حيث أكد أن الحركات النقابية والعمالية في مصر لعبت دورا كبيرا في اسقاط نظام مبارك ونظمت العديد من الفاعليات و الاضطرابات التي لقت نظام وصدى كبير في الأجواء السياسية إلا أنها تراجع دورها بشكل ملحوظ في تلك الأيام وخاصة بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي. وهو ما توجه به جبالي المراغي _ رئيس اتحاد عمال مصر_ بوثيقة للسيسي في عيد العمال, يتعهد بعدم السماح للعمال بالقيام بأي اضطرابات أو اعتصامات إلا بعد انعقاد المجلس البرلماني, وتقديم شكوى للمجلس, والتي لم يتم تحديد موعد لها حتى الآن. أزمة التخصيص مع العمال أكد كمال الفيومي _رئيس نقابة عمال شركة غزل المحلة_ أن شركة غزل والنسيج بالمحلة الكبرى تتجه نحو الخصصة, حيث أن الشركة من عام 2008 وهي تواجه خسارات فادحة وصلت إلي 580مليون جنيه. فقد نظم عمال غزل المحلة في تلك الفترة العديد من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات رافعين شعال ” شركة غزل المحلة مش للبيع” إلا أن إدارة الشركة تعمدت تأخير الأرباح، لتنظيم العمال اضرابات. كما تم خفض العمالة بالشركة من 200 عامل إلي 60, وأن شركة الغزل والنسيج تعاني من تدهور مستمر في حصتها الأستثمارية بعد أن كانت تصدر ل 12 دولة وكانت فخر للصناعة المصرية في وقت سابق. ورغم تدهور الوضع الاقتصادي لمصنع الغزل والنسيج إلا أن العمال يؤكدون أنهم لم يسمحوا بخصصة الشركة, وسيقفون ضد بيعها في المزاد العلني. لم تكن شركة الغزل والنسيج فقط هى من تواجه أزمة اقتصادية حادة ستؤدي لخصخصتها, فشركة الألبان بعد زيارة إبراهيم محلب رئيس الوزراء لها, تم بيعها في المزاد العلني بعد أن تحولت إلى خرده. فبعد أن كانت يوما اكبر شركة متخصصة فى صناعة الألبان ومنتجاتها فى الشرق الأوسط، وتمتلك 9 مصانع وأكثر من ستين مركز تجميع وتوزيع تغطى احتياجات مصر, لم يبقى منها سوى مجموعة من المكينات تغطيها الأتربة والصدأ, والتي كانت تحمل يوما ما شعار “كوب لبن لكل مواطن”.