اعتقلت السلطات الإيرانية طالبا جامعيا كان هاجم مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي واتهمه ونظامه بالتسلط، خلال لقاء المرشد "نخبة علمية" من الطلاب الأربعاء الماضي. وقال الطالب في مواجهة مع المرشد :"أوجدت مناخا لا يجرؤ أحد فيه على انتقادك. مؤيدوك جعلوا منك شخصية مقدسة أسمى من الانتقاد. بعد الانتخابات، شاركت شخصياً في التظاهرات وتعرضت للضرب من جانب أفراد يرتدون ملابس مدنية ومتطوعي الباسيج، أتركك مع ضميرك لتفكر مليا في هذا الأمر". ونشر مكتب حفظ ونشر أعمال خامنئي، وهي مؤسسة الأرشيف الخاصة بالمرشد، ومواقع الكترونية إصلاحية، وقائع اللقاء وتفاصيل الكلمة التي ألقاها الطالب ويدعى محمود وحيد نيا ويدرس مادة الرياضيات في جامعة شريف الصناعية. وأفاد موقع لطلاب في الجامعة، بأن استخبارات "الحرس الثوري" اعتقلت وحيد نيا منذ الخميس الماضي، لكن موقعا محافظا يديره النائب المحافظ أحمد توكلي الذي يرأس مركز البحوث التابع لمجلس الشورى "البرلمان"، نفى خبر الاعتقال. وتحدث وحيد نيا 20 دقيقة، منتقدا هيئة الإذاعة والتلفزيون وحظر صحف إصلاحية، وانعدام القدرة على انتقاد خامنئي، كما اعتبر أن مجلس صيانة الدستور ومجلس خبراء القيادة يعيقان الديمقراطية. وندد الطالب بانحياز هيئة الإذاعة والتلفزيون في تغطيتها للاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في يونيو الماضي. وقال متوجها إلى خامنئي "هيئة الإذاعة والتلفزيون التي تعين أنت مديرها العام، تكذب كثيرا وتغطيتها شديدة الانحياز. إما أنها تتصرف على هذا الشكل تنفيذا لأوامرك، أو أنك لا تشرف على عملها". وتساءل الطالب "هل تقدم الإذاعة والتلفزيون صورة حقيقية للعالم عن بلدنا، أو صورة مغلوطة وكاريكاتورية؟ هل تسمح لآراء مختلفة بأن تعبر عن نفسها؟" ورد خامنئي :"لا تفترض انه، لأنني أعين مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون، يحصلون على موافقتي لبث كل برامجهم"، وأضاف :"طبعا إذا استطاع التلفزيون تصوير واقع البلد وتقديمه في شكل كامل وصحيح، كما يقدم التلفزيون في هذا البلد الغربي أو ذاك الأكاذيب بوصفها حقائق، لكان أمل الجيل الشاب بالمستقبل ورضا الشعب وشموخه أكبر بكثير من الوضع الحالي، لكن علي أي حال يجب مراعاة جانب الإنصاف، عند نقد أي مسألة أو مؤسسة". وذكر باستيائه من تغطية الإذاعة والتلفزيون للحملة الانتخابية الرئاسية. وانتقد وحيد نيا عدم خضوع خامنئي للمساءلة، قائلا "أقرأ صحفا ومجلات في شكل جدي منذ 4 أو 5 سنوات. في كل تلك الفترة، لا يمكنني تذكر قراءة مقال واحد ينتقد القيادة، يمكن توجيه انتقادات للمرشد، خصوصا في مجلس خبراء القيادة" الذي يختار المرشد ويشرف على عمله ولديه صلاحية عزله. وأضاف "اشعر انه إذا حصل ذلك، سيؤدي إلى خلاف وضغينة، على سبيل المثال، يمكن لانتقاد بسيط ان يصبح حقودا وظالما، لأنه لا يجد المكان المناسب للتعبير عن نفسه". ورد خامنئي "لم أقل أن انتقادي ممنوع، أرحب بالانتقاد، والناس تنتقد بالطبع، المكان ليس مناسبا لشرح هذه النقطة، ثمة انتقادات كثيرة، وأنا أتلقاها وأتفهمها".