أعلن في مدينة لايدن الهولندية عن تأسيس معهد جديد يعنى بالدراسات الإسلامية، ويهدف إلى الإسهام في نقاش علمي وعام حول الإسلام، خلال العشر سنوات الماضية. وقال أحد المؤسسين "لم يكن صوتنا مسموعا بما فيه الكفاية"، وأجمع مؤسسو المعهد الإسلامي الجديد 'لوسيس‘ (LUCIS) أن النقاش العام حول الإسلام في هولندا يمتاز بالصخب الشديد والافتقار الشديد للحقائق. وأنحى المؤسسون باللائمة على وسائل الإعلام التي لا تبحث، في أجواء الاستقطاب، سوى على ذوي التوجهات الأحادية الجانب، ولا تهتم بالرؤى المتوازنة للمختصين والباحثين، وقال ليون بوسكنس، مدير المعهد:" هذا لا يعفينا من مسؤولياتنا نحن كذلك"، وأضاف:"يُنتقد علماؤنا كونهم لا يسلطون الأضواء على ما لدينا من معرفة". يشار أن مركز جامعة لايدن لدراسة الإسلام والمجتمع‘'لوسيس‘ (LUCIS) يأتي ليخلف مؤسسة أخرى للدراسات الإسلامية كانت تدعي 'اسم‘ (ISIM)، تم إلغائها العام الماضي بالرغم من تكرار الاحتجاجات على ذلك القرار، بعد سنوات من العمل. وقال مصدر أن :"المؤسسة القديمة كانت نتاج عمل مشترك بين خمس جامعات هولندية، ومقرها في لايدن. في حين أن المؤسسة الجديدة تتبع جامعة لايدن فقط". وأضاف:" انتهت مؤسسة 'اسم‘ لأسباب مالية وتقنية، ولكن أثناء المداولات والمناقشات حول أسباب انتهائها، سرت اتهامات مفادها أن صوت المؤسسة لم يكن واضحا بخصوص النقاش العام حول الإسلام، طيلة السنوات العشر الماضية". وأكد المصدر أنه في حين :"بدا هذا أمرا غريبا في الوقت الذي كان فيه اندماج المسلمين في المجتمع الهولندي، أهم قضية سياسية في هولندا"، وأضاف:" فقد كان بيم فورتاون (اغتيل 2001) وخيرت فيلدرز (زعيم حزب الحرية) يتصدران العناوين الرئيسية للصحف بتصريحاتهم النارية حول الإسلام، دون ردود تذكر ممن يملكون حقا المعرفة عن الإسلام، ويريد مؤسسو المعهد الجديد تغيير تلك الأوضاع. ودعي للافتتاح'لوسيس‘ (LUCIS)، اثنان من الباحثين البارزين الذين لعبا أدوارا ريادية في النقاش العام حول الإسلام في أميركا، وهما جون اسبوزيتو (John Esposito) المختص في الدراسات الإسلامية، وداليا مجاهد (Dalia Mogahed)، الباحثة في مركز جالوب للدراسات الإسلامية (Gallup)، اللذان نشرا قبل عامين تقريبا، دراسة ميدانية مثيرة، حول مواقف وآراء المسلمين العاديين. وقد بينت استقصاءاتهم أن الغالبية الساحقة من المسلمين تدين العنف والتطرف الديني، ومنبهرة بالغرب بما فيه من ديمقراطية واحترام لحقوق الإنسان، كما تعتقد الأغلبية بضرورة تمتع الرجال والنساء بحقوق متساوية. وخلفت تلك الدراسة أثرا كبيرا في الولاياتالمتحدة، وأصبحت داليا مجاهد مع بداية السنة الجارية، أول مسلمة متحجبة، تعين مستشارا للرئيس الأمريكي باراك أوباما في شؤون المسلمين. من جهتها قالت مجاهد:"علينا الحكم على بعضنا البعض على أساس الحقائق وليس على أساس المخاوف، ينبغي على الناس العاديين في كلا الجانبين الاستماع إلى بعضهم البعض، ومنع المتطرفين من كلا الجانبين من السيطرة على المناقشات". من جهة ثانية وافقها اسبوزيتو الرأي أن العلماء ينبغي عليهم بشكل مستمر، إخضاع ما يروج من الأفكار العامة لاختبار الحقيقة، وأضاف قائلا:"بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ساد الافتراض بأن عموم المسلمين يكرهون الغرب بسبب الحرية التي نتمتع بها هنا، ولكن تبين لنا بعد البحث أن هذه الحريات هي بالضبط ما ينبهر به المسلمون، الذين ينتقدون الولاياتالمتحدة، ينتقدونها لأنا لا تلتزم بمبادئها الديمقراطية ".