تقدمت 6 آلاف أسرة مسلمة نزحت من شمال وشرق سريلانكا أثناء الحرب بين قوات الجيش ومتمردي "نمور التاميل" التي انتهت في مايو الماضي بهزيمة المتمردين، إلى وزير إعادة التوطين وخدمات الإغاثة ريتشارد بدر الدين بطلبات أعربوا فيها عن رغبتهم الشديدة في العودة إلى منازلهم التي أجبروا على الفرار منها قبل نحو عقدين من الزمان. وذكر موقع "سريلانكا ووتش" الإخباري على الإنترنت أن رئيس "اتحاد المنظمات الإسلامية" في سريلانكا سلم الوزارة طلبات 6 آلاف نازح مسلم فروا قبل نحو 20 عاما من مناطق "جافينا، وفاونيا، وكيلونوتشي، ومنار" الواقعة في شمال وشرق البلاد. ونقل الموقع عن مسئولين سريلانكيين قولهم إن السلطات سوف توافق على طلبات تلك الأسر. وفي وقت سابق، توقع الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباسكا أن يتم إعادة توطين 265 ألف لاجئ بنهاية شهر يناير المقبل. وانتهت الحرب التي شنتها قوات الجيش على متمردي "نمور التاميل" في التاسع عشر من مايو الماضي بعدما دمر الجيش تماما معسكر المقاتلين التاميل وقتلت جميع قادتهم، بحسب صحيفة "تايمز" البريطانية. وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر في الأممالمتحدة وشهود عيان: إن "الحصيلة النهائية للقتلى بلغت أكثر من 20 ألفا". وتقول السلطات السريلانكية إن مقاتلي جبهة "نمور التاميل" كانوا "يتخفون وسط المدنيين"؛ لذا سقط الكثير من الضحايا بين المدنيين. ويوجد قرابة مليوني مسلم في جزيرة سريلانكا المتاخمة لشواطئ الهند، يشكلون 8% من تعداد سكان الجزيرة البالغ نحو 22 مليون نسمة، ويقطن معظمهم الأجزاء الشرقية من البلاد. وكانت مناطق المسلمين الرئيسية في شرق الجزيرة قريبة من معاقل التاميل، وكان ثمة سلام وهدوء نسبي طوال السنوات الأربع الماضية، حتى اشتعلت الحرب من جديد فأصبح المسلمون الأكثر تضررا منها. ولفت موقع "سريلانكا ووتش" إلى أن قوات سلاح الجو قصفت مدينة موتور المسلمة، فحولتها إلى "مدينة أشباح وهرب منها ما يزيد عن 50000 مسلم"، مشيرا إلى أن الكثير من المسلمين الفارين تعرضوا للقتل على أيدي مقاتلي متمردي نمور التاميل. ويعيش النازحون المسلمون الآن في مخيمات تتسم بأوضاعها المزرية، وتوجد في هذه المخيمات بعض الهيئات الإغاثية غير الحكومية لكن المخيمات مكتظة بالمسلمين؛ مما يجعل تلك الهئيات عاجزة عن تلبية احتياجات هؤلاء المشردين. ولا توجد في تلك المخيمات مراحيض أو نظام للصرف الصحي، مما يؤدي إلى تفشي الأمراض والأوبئة بين من كانوا يعيشون في بيوت تحيط بها المزارع والأسواق، كما أنه لا توجد مساعدات غذائية كافية، بالإضافة إلى أن الدعم الطبي يكاد يكون غائبا على الدوام، بحسب "سريلانكا ووتش".