تقع منازل وقرى وبلدات ومدن وسط منطقة النقب المحتلة عام 1948، وتشكّل جزءا هاما ورئيسيا من الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة، ولكنها حياة بائسة تلك التي يعيشون؛ في ظل استهداف الاحتلال بحكوماته المتعاقبة لهم. ولعل الهدف الأساسي من جملة الممارسات العنصرية التي تتم بحق فلسطينيي النقب المحتل لا يختلف عن أهداف الاحتلال في كل فلسطين بحق الشعب المرابط، فالترحيل والتهجير أمنية يعيش على تحقيقها كيان غاصب يضع الأرض نصب أطماعه. بداية الهبّة ويرى المحلل السياسي في الداخل المحتل إبراهيم أبو جابر، أن كل شيء متوقع حدوثه في الداخل خاصة في ظل الممارسات "الإسرائيلية" العنصرية بحق أهالي النقب والداخل بشكل عام. ويقول أبو جابر في حديثه لموقع "المركز الفلسطيني للإعلام": "إن الوضع مرشح لأي تطورات دراماتيكية، كما اعتدنا أن اليد "الإسرائيلية" باتت خفيفة على الزناد؛ فموضوع الاعتقال والتنكيل طبيعي لأنه لا يوجد ما يردع عن الممارسات التعسفية، وفي ظل الاحتجاجات الفلسطينية على تلك الممارسات، من المتوقع أن تكون هناك هبات غاضبة تتخللها جرائم كالتي كانت في رهط". ويوضح المحلل بأن الأوضاع محتدمة جدا في النقب المحتل، لأن بعض القرى تم هدم مساكنها أكثر من مرة، فهناك قرية العراقيب التي تم هدمها 80 مرة على التوالي، مضيفا بأن أعمال تنكيل واعتقالات متتالية بحجة الانتماء لبعض الحركات التي يسميها الاحتلال "إسلامية متطرفة"، وسوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي؛ كلها عوامل تضغط باتجاه إحداث ثورات وهبات شعبية. ويتابع أبو جابر القول: "الاحتلال يريد النقب خاليا من أهله ووجود 200 ألف فلسطيني في حوالي 15 قرية ومدينة معترف بها من قبل الاحتلال و50 قرية غير معترف بها موجودون قبل الكيان، يراد لهم أن يرحلوا عن مدنهم وأرضهم وفقا لما قال أحد قادة الاحتلال سابقا، بأن "الفلسطينيين غزاة سيطروا على الجنوب"، وبالتالي الهدف هو حملهم على الهجرة إلى بقية الأرض الفلسطينية، وأن يترك النقب للمستوطنات". ويشير المحلل إلى أن الفلسطينيين في الجنوب لهم مئات آلاف الدونمات من الأراضي، وتلك تشكل بؤرة الأطماع "الإسرائيلية"، وأن وجود الفلسطينيين هناك يزعج الاحتلال كونهم يشكلون ثلث سكان النقب، فحاولوا بعدة طرق أسرلتهم، ولكن لم ينجح ذلك بسبب الصحوة الإسلامية والوطنية بين الفلسطينيين والثورة العلمية والثقافية التي أنتجت لديهم فائضا من العلماء والأطباء والمهندسين وغيرهم. رسالة صمود وتطال اليد "الإسرائيلية" كل شيء فلسطيني في النقب ضمن مخططات التهجير وفقا لمخطط "برافار" العنصري الذي يهدف إلى الاستيلاء على ما يقارب 800 ألف دونم، ففي عام 2014 سجلت ألف حالة هدم لمنازل ومساكن ومنشآت فلسطينية في قرى النقب. ويقول علي أبو قرن مسؤول الحركة الإسلامية في النقب ل"المركز الفلسطيني للإعلام"، إنه في كل يوم يقوم الاحتلال بممارسات تطال المنازل والوجود الفلسطيني كالهدم وإخطارات الهدم وطمس معالم الهوية الفلسطينية، لافتا إلى أن معاناة كبيرة خلفتها تلك العقلية العنصرية. ويضيف: "كل الممارسات تلك ورغم قسوتها، إلا أنها تزيدنا إصرارا على البقاء والصمود والثبات على أرضنا والحفاظ على المقدسات ووجودنا، ولن تثنينا عن رفع صوتنا أننا باقون ما بقي الزعتر والزيتون". ويوجه أبو قرن رسالته إلى العالم العربي والإسلامي في ظل التهميش لصوت فلسطينيي النقب، حيث يقول: "نحن نوجه رسالتنا لعالمنا العربي والإسلامي، أننا جزء من نسيج مجتمعنا الفلسطيني المسلم والعربي، ولن نتخلى عن هويتنا، ونقول لكافة أهلنا وأحبتنا من شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والمسلمة أننا نريد التفاتة قوية تدعم ثباتنا، وأن تفتحوا عيونكم قبل أن يضيع النقب من الفلسطينيين".