دعا الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز سوريا للدخول في مفاوضات مباشرة، نافيا علمه باستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين برعاية تركية، وذلك بعد يوم واحد من اتهام مسؤول إسرائيلي لدمشق بعدم جديتها بشأن التفاوض مع تل أبيب. ففي تصريح للصحفيين على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في البحر الميت بالأردن، طالب بيريز الرئيس السوري بشار الأسد بالدخول في مفاوضات مباشرة بين الطرفين لتحقيق السلام بينهما، معتبرا أن أي مبادرة من السوريين من شأنها تنقية الأجواء بين الجانبين. ولفت الرئيس الإسرائيلي إلى أن بعض الجهات اقترحت عقد لقاء مباشر بين الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبدء مفاوضات مباشرة، وأنه يتعين على السوريين أن يكونوا مستعدين للحوار إذا كان الرئيس الأسد يريد فعلا السلام. اقتراحات سابقة وأضاف أن إسرائيل اقترحت عقد مفاوضات مباشرة مع السوريين أكثر من مرة، بيد أن دمشق رفضت الفكرة لأنها ترى أن التفاوض المباشر يعتبر بمثابة مكافأة لإسرائيل. وتابع بيريز تصريحاته بالقول إن السوريين يحاولون إشراك الولاياتالمتحدة كوسيط في المفاوضات غير المباشرة، نافيا علمه باستئناف هذه المفاوضات -التي تتم برعاية تركيا- بعد تعليقها مع بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وجدد قوله إن أي مبادرة من سوريا "ستكون أهم من كل المفاوضات" عبر ما وصفه "بتغيير الأجواء"، مستغربا موقف الأسد الذي يطالب إسرائيل بإعادة مرتفعات الجولان دون أن يعطي شيئا مقابل ذلك. النوايا السورية وتأتي تصريحات الرئيس الإسرائيلي الذي يعتبر منصبه برتوكوليا دون أي صلاحيات مهمة، بعد يوم من خطاب ألقاه داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في القدسالمحتلة واعتبر فيه أن سوريا غير جادة بشأن السلام في المنطقة. وقال أيالون الذي ينتمي لحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتشدد إن سوريا تكون مخطئة حين تلقي اللوم على إسرائيل بشأن عرقلة مفاوضات السلام، واصفا إياها بأنها دولة "بوليسية تحكمها أسرة واحدة". وأضاف أن الرئيس الأسد لا يريد السلام مع إسرائيل بل عملية سلام "لفك العزلة ورفع الضغوط الدولية"، مشددا على ضرورة أن تبلغ إسرائيل الأسد بإثبات جديته في المفاوضات وعدم وضع الشروط المسبقة، في إشارة إلى المطالبة بانسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان التي احتلتها في حرب 1967. وأكد المسئول الإسرائيلي أنه لا يمكن لسوريا أن تطالب فعلا بالسلام "وتواصل دعم وتسليح حزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي، وتقويض عمليات السلام في الشرق الأوسط والبقاء حليفة لإيران". يشار إلى أن نتنياهو جدد في تصريحات سابقة رفضه الانسحاب من الجولان، وذلك بعد أيام من تصريحات للرئيس الأسد اعتبر فيها أن اليمين الحاكم حاليا في إسرائيل ليس شريكا جيدا لإجراء مفاوضات السلام.