يعيش حزب "المحافظين البريطانى"، بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، أسوأ مرحلة فى تاريخه، فى ظل موقف الحكومة الداعم "لإسرائيل"، واستمرارها فى شحن الأسلحة إليها، تنفيذا لاتفاقات موقعة بينهما، ففى آخر استطلاع للرأى، أجرته مؤسسة "آى سى إم" لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، تقدم حزب "العمال" المعارض، بزعامة إد ميليباند، على "المحافظين"، بنسبة 7 نقاط، مستفيدا من الأسبوع المشحون، الذى مرّ به الحزب، فى أعقاب استقالة وزيرة الدولة السابقة، سعيدة وارسى، احتجاجًا على تعامل حكومتها مع العدوان على غزة. وأظهر الاستطلاع أن "العمال" حصل على 38 فى المائة، من أصوات الناخبين البريطانيين، و"المحافظين" على 31 فى المائة، وشريك الحكومة، حزب "الديمقراطيين الأحرار"، على 12 فى المائة، فيما حصل حزب "الاستقلال" المعارض على 10 فى المائة، من الأصوات التى شاركت فى الاستطلاع. وأيد 29 فى المائة، من الذين شملهم الاستطلاع تولّى عمدة لندن، بوريس جونسون، زعامة "المحافظين" بدلاً من كاميرون. وكان جونسون، الذى يتمتع بشعبية داخل الحزب، قد أعلن الأسبوع الماضى عن عزمه خوض الانتخابات العامة فى مايو المقبل، فى خطوة فسرها مراقبون، على أنها جاءت لتحقيق طموحه بخلافة كاميرون فى زعامة "المحافظين". وكان الاستطلاع السابق، الذى أجرته "آى سى إم" فى يونيو الماضى، قد أظهر تقدم "المحافظين" على "العمال" بفارق نقطة واحدة، بحصوله على 34 فى المائة من عدد الأصوات، فى مقابل 33 فى المائة ل"العمال"، فيما لم تتغير النسبة التى حصل عليها "الديمقراطيون الأحرار"، والتى كانت 12 فى المائة. وأظهر الاستطلاع أيضًا أن الأسبوع الأخير، الذى شهد اشتداد الانتقادات الشعبية لحكومة كاميرون، بسبب عدم اتخاذها موقفًا حاسمًا من الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، رغم التظاهرات الحاشدة التى شهدتها مدن بريطانية عدة، واستقالة "وارسى"؛ بسبب سياسات الحكومة، "التى لا يُمكن الدفاع عنها أخلاقيًّا"، قد أحدث اهتزازًا فى شعبية حزب المحافظين. وكانت "وارسى" قد صرحت، بعيد تقديم استقالتها: "إن حزب المحافظين يتجاهل حقائق الخريطة الانتخابية، عندما يتجاهل الناخبين من أصول إثنية، ويركز اهتمامه على الناخبين البيض". وطالبت الوزيرة المستقيلة كاميرون وحكومتها بالاعتراف بدولة فلسطين، وفرض حظر على مبيعات الأسلحة لإسرائيل. ويظهر هذا الاستطلاع الانقسامات الحادة فى وجهات نظر السياسيين البريطانيين حول العدوان الإسرائيلى على غزة، كما يكشف أن القاعدة الشعبية للأحزاب البريطانية بدأت تتأثر حسب مواقفها من القضية الفلسطينية. المصدر: العربى الجديد