قدم التليفزيون المصرى الذى يراقب كل صغيرة وكبيرة وكل واردة وشاردة قبل عرضها على الشعب المصرى .. قدم اعترافاً ضمنياً يؤكد أن المتهم محمود العيساوى المتهم بقتل هبة ونادين الذى أصبح مذنباً بفعل فاعل وتدخل الدولة البوليسية الظالمة لتضع حبل المشنقة حول عنق البريء من خلال قاض لا يفرق كثيراً عن قضاة الانقلابيين الذين يوزعون أحكام الإعدام كما يوزع الكرام البنبونى ، وأشار التليفزيون من خلال المسلسل الذى أثار جدلاً واسعاً وإجماعاً بين كافة المشاهدين أنه يحكى قصة حادث قتل هبة ونادين التى أثارت هى الأخرى جدلاً واسعاً وكبيراً بعد أن رأى الجميع أن المتهم لا يمكنه ذبح دجاجة وثارت التساؤلات وقتها وخاصة بعد تسريب اسطوانة لضابط مباحث القضية وهو يملى على العيساوى المتهم البريء ما يقوله أمام النيابة ، وكانت المطربة ليلى غفران والدة إحدى الضحيتين قد سربت للصحافة أنباء تؤكد أن شخصية كبيرة وراء حادثة القتل وكشف البعض أن تلك الشخصية هى أحمد نظيف رئيس الوزراء وقتها واتهموا نجل نظيف الذى كانت تربطه علاقة بابنة المطربة بقتلها هى وصديقتها ولأننا فى مجتمع لا يحاسب فيه أبناء الكبار ولا علاقة لهم بشيء اسمه القانون حتى لو ارتكبوا أعتى الجرائم فقد تم تلبيس التهمة للشاب البريء وللأسف تم تنفيذ حكم الإعدام فيه منذ بضع شهور فقط ..! المسلسل والواقع ..! جاء مسلسل ابن حلال لكاتبه حسان دهشان مطابقاً تماما لأحداث القضية إلا من تفاصيل بسيطة لا تغير شيئاً من التصاق المسلسل بالواقع وأخذ القصة الواقعية بحذافيرها فليس مهما بالطبع أن تكون القتيلة ابنة ممثلة كما فى المسلسل أو مطربة كما فى الواقع الذى قدم القضية بكل تفاصيلها ثم أراد الكاتب حسان أن يقدم رؤية مغايرة لمصير العيساوى المظلوم المؤسف فأراد أن ينتقم له .. فبعد أن صدر الحكم بإعدام حبيشة ( عيساوى المسلسل الذى يقوم بدوره الممثل الموهوب محمد رمضان ) جعله المؤلف يهرب من سيارة ترحيله للسجن بعد احتراقها ليبدأ فى الانتقام من رجال الدولة الكبار الذين قدموه ككبش فداء لإجرام أحد أبنائهم ..! دلائل أخذ المسلسل من قضية هبة ونادين ..! نفى القائمون على العمل أن يكون له أية علاقة بقضية مقتل هبة ونادين وهو نفى اضطرارى بالطبع وهو على العموم ليس فى محله للأسباب التالية التى تؤكد أن العمل ليس مقتبساً فقط من تلك القضية بل هو يقدمها كما حدثت على الشاشة : أولا: تنويه المسلسل قبل بدايته عن أن العمل من خيال المؤلف ولا علاقة له بالواقع هو فى حد ذاته تنويه يؤكد ولا ينفى أن العمل يحكى الحدث الواقعى فلو لم يكن كذلك ما كتبوا شيئاً أصلا !! ثانياً : أى مشاهد للعمل سيتساءل .. أين خيال المؤلف هذا وكل الأحداث مأخوذة من كل ما كتب فى الصحف حتى أن تلقين المتهم البريء حبيشة أوعيساوى المسلسل بما يجب أن يقوله أمام النيابة ثم أخطاؤه فى تمثيل الجريمة التى لم يرتكبها أمام النيابة التى طرمخت القضية هى الأخرى وهو ما حدث وكتبت عنه صحف المعارضة حينما كانت هناك صحف معارضة ( الله يرحمها ) وأخذ عنها كاتب المسلسل كل أحداثه . ثالثاً : لم يجرؤ من قدموا العمل أن يكتبوا فى تتر المسلسل أنه قصة وسيناريو وحوار حسان دهشان ولكنهم كتبوا سيناريو وحوار حسان دهشان فقط .. أى اكتفوا بنسبة السيناريو والحوار فقط له دون القصة لأنهم بالطبع يعلمون ومتأكدون أن القصة هى الواقع الذى حدث ..! رابعاً : اختيار أبطال العمل فى حد ذاته يؤكد أنهم كانوا يضعون الشخصية الحقيقية فى أذهانهم ويريدون شبيهاً له وبالفعل كانوا موفقين جداً فى اختيار رمضان ، كما أعتقد أن اختيارهم لريهام سعيد لم يكن لموهبتها فى التمثيل فأى مخرج يأت بها هو الخاسر ولكنهم جاءوا بها لكونها من الشخصيات الإعلامية التى تعرف الحقيقة كاملة بتفاصيلها وتصوروا أن أداءها سيكون صادقاً ، وهو مالم يحدث .. فقد كانت ريهام النقطة السوداء فى المسلسل . الجانى الحقيقى ..! استطاع هذا المسلسل أن يستنطق التلفاز المصرى بالحقيقة ويشهد أن الكبار فى هذا البلد يفعلون أى شيء ويقدمون غيرهم للحبس أو حتى لحبل الإعدام ككبش فداء لجرائمهم القذرة فى مجتمع مكتوب عليه لافتة ( للكبار فقط ) ..!! ورغم أن الجانى الحقيقى الذى أشارت إليه الصحف وقتها بأنه نجل أحمد نظيف وهو ما أكده المسلسل دون تسمية ولكن الدراما كلها بالمسلسل قائمة على تأكيد أن القاتل الحقيقى هو إبن الشخصية الكبيرة التى تناولها الإعلام وقتها ثم غض الطرف عنها بفعل فاعل طبعاً ، ورغم ذلك لم تقترب أى جهة تحقيق بالطبع من نجل رئيس الوزراء قبل الثورة .. وبعد أن قامت الثورة وتم القبض على أحمد نظيف قيل صراحة أن ابنه هو القاتل ولكنه كان قد هرب إلى الخارج ولأسباب غير مفهومة وإن كان القضاء الفاسد يدخل فيها طرفاً بكل تأكيد لم يتم إعادة التحقيق فى القضية ، ويبدو أن تهديد المطربة بفضيحة جنسية كما جاء فى المسلسل لو أدلت بأى أقوال تدين نجل نظيف هو الأقرب للصواب ..!