أطلق عبد الفتاح السيسي ، قائد الانقلاب، دعوته النبيلة!!!، إلى الشعب للتبرع بنصف أمواله بغرض مساندة الدولة في محنتها الاقتصادية لتنفجر ردود الأفعال المغرضة ضد هذه الدعوة وضد المستجيبين لها هنا وهناك. فهناك من لم يعجبه تبرع رجل أعمال يمتلك سلسلة قنوات فضائية تقوم بدور رائع في إعادة اللحمة الوطنية بين فئات المجتمع المصري، بدعوى أن الأموال التي تبرع بها تقل قيمتها عن الضرائب التي يدين بها إلى الدولة أصلا والتي تهرب من سدادها سابقا! وهناك من تهكم على أحد المواطنين المصريين الشرفاء الذي لابد وأنه قد انتظر على الهاتف لمدة عشرون دقيقة مثلا لكي يقوم بمداخلة تليفونية في أحد البرامج يعلن فيها تبرعه إلى الدولة بجنيه واحد لا يملك سواه في لفتة إنسانية مؤثرة استدرت دموع الإعلامي الجاد الذي يمتعنا دوما بآرائه الوطنية المتزنة والرصينة، والذي لا يألو جهدا في خدمة الوطن لدرجة أنه اقتحم مجال الفتاوى الدينية في جرأة لا يحسد عليها لكي يحذرنا من الوقوع في شرك مشاهدة أحد المسلسلات التي كان من المخطط عرضها في شهر رمضان، وذكرنا بكل نبل بأن شهر رمضان هو شهر عمل وعبادة لا يستقيم معه متابعة هذا المسلسل بالذات، بينما مشاهدة سائر المسلسلات وبرامج المقالب حلالٌ حلالٌ حلال. وأنا هنا أتساءل: ماذا يضير المتربصين بدعوة عبد الفتاح السيسي وقد ضرب المثل والقدوة وقام مشكورا بالتبرع بنصف راتبه وأملاكه التي ورثها عن والده رحمه الله؟ هل يضيرهم أنه قد صدر قرار جمهوري بمضاعفة راتبه أضعافا مضاعفا قبل توليه الحكم مما غدا معه أمر تبرعه بنصف الراتب أمرا ساذجا؟ هل يزعجهم أنهم لا يعلمون أساسا مقدار ثروته التي أعلن تبرعه بنصفها ويرون أنه كان من الأولى به أن يعلمنا بتفاصيل ثروته في إقرار الذمة المالية الذي تعالى على إعلانه للشعب إبان فترة ترشحه! هل يستقلون بأملاكه التي ورثها عن أبيه رحمه الله بدعوى أنه كان تاجر عطارة وأن السيسي أخ لتسع أشقاء مما لا يستقيم معه أن يرث ممتلكات تستطيع نصف قيمتها أن تساند مصر في عثرتها! يالهم من صنف نمرود لا يٌحكم إلا بالكرباج! حتى تبرع القوات المسلحة بمليار جنيه كاملا لم يعجبهم وقالوا “من أين لك هذا”! ما كل هذا السخف؟ هل تفاجأتم الآن فقط بالإمبراطورية الاقتصادية للقوات المسلحة؟ هذا خطؤكم أنتم يا سادة! أين الوطنية يا قوم؟! لماذا لا يرد السيد عبد الفتاح السيسي على كل هذه الترهات؟ عموما حسنا فعل السيد عبد الفتاح السيسي أنه ترفع -كالعادة- عن الرد على مثل هؤلاء الدهماء. والحقيقة أن الرد على من يسيئون الأدب بهكذا أسلوب يكون بشكل عملي حاسم يحفظ للدولة هيبتها، إما بإيداعهم المعتقلات وعمل اللازم معهم، أو بالاستغناء أصلا عن الحاجة إلى التبرعات، وإن كان ذلك للأسف سيحرمنا من أداء واجبنا الوطني على أكمل وجه باعتبارنا مواطنين مصريين اختصهم الله بمزية القيام بدور الدولة والمواطن معا، إلا أن الاستغناء عن التبرعات الآن يبدو أمرا لا مفر منه، والاستغناء عنها يكون باستغلال ما تفرزه عصارة عقليات علمية فذة مثل عقلية المخترع السيد اللواء عبد العاطي كفته. لقد دشنت القوات المسلحة جهازا تم تصميمه بعبقرية تمكنه من علاج أعتى الأمراض الفيروسية المزمنة التي وقف العلم الحديث عاجزا أمامها بمجرد الاسترخاء أمام –لامؤاخذه- إريال هذا الجهاز فيتعرف على الفيروس الذي يسكن جسدك ويقوم بمعالجته دون سحر ولا شعوذة، كل ما عليك هو أن تقف أمام الجهاز بعد أخذ دش بخور جميل وتتعطر ثم تمتم ببعض الكلمات ، وانتظر النتيجة! فماذا تنتظر الدولة لكي تستغل إمكانات هذا الجهاز بكل ما يمكنه أن يدر علينا من خير وفير؟ لقد أعلنت القوات المسلحة عن بدء العلاج في يوم هو بشرة خير للمصريين جميعا، وهو يوم 30 يونيه، وسيتم افتتاح مستشفيات بنيت خصيصا لعلاج المصريين مجانا بهذا الجهاز. وكل ما أرجوه من السيد السيسي هو أن يتنازل ولو قليلا عن مقدار حبه العظيم لهذا الشعب الذي وجد أخيرا من يحنو عليه، وأن ينعم بقدر ضئيل من هذا الحب الجارف على أبناء الدول الصديقة دون غيرها، فنرد على تبرعاتهم السخية لنا والتي لولاها لنعمنا ببعض الكبرياء، ونرد لهم الجميل عن طريق علاج أبنائهم بمقابل رمزي لكنه سيفيد خزانة الدولة. كما أرجو منه أن نستغل حقنا المشروع في استغلال حصيلة هذا الاختراع العلمي العظيم فننعم بقليل من المليارات التي لابد أن يدرها جهاز كهذا بعد أن يقتنع الغرب بضرورة شراؤه، وأحب هنا أن اطمئن السيد عبد الفتاح السيسي إلى أن تآمرهم ضدنا لابد أن يذوب أمام حاجتهم إلى علاج المرضى من أبنائهم، فهم أيضا قادة لديهم قلب وطني مرهف ولديهم نور عيون لابد أن يضعفوا أمام مرضهم. كما أنصح السيد السيسي بأن يقنع السيد اللواء عبد العاطي بالتراجع عن تصريحه بأنه لن يقبل بأن يكلف المصريين (إيفين وان بنس) مقابل علاجهم، فيتم تقرير مقابل معقول لا يرهق الفقراء نظير علاجهم، فيكون ذلك بديلا عن الأقراص أمريكية التي تعالج فيروس سي والتي ستقوم وزارة الصحة بتوفيرها مقابل سعر مدعم يصل إلى حوالي تسعين ألف جنيها مصريا فقط لاغير للكورس العلاجي الذي يستغرق ستة أشهر. هناك العديد من الحلول التي تمكننا من استغلال الاختراعات العلمية الوطنية الفذة كجهاز الكفته بشكل يغنينا عن مطالبة الشعب بالتبرع بنصف أمواله. نصيحة مخلصة إلى السيد عبد الفتاح السيسي: تخل عن فكرة التبرع التي لن تجد صدى لدى شعب ينتحر أبناؤه قهرا أمام عجزهم عن تحقيق أبسط متطلباتهم المشروعة، كما يبدو أنها لن تجد صدى لدى فئة من رجال أعمال تضخمت ثرواتهم ونفوذهم وتجرأوا على القيام بمدخلات تليفونية على الهواء لينفوا خبر تبرعهم للدولة. خيرا فعلت بطلب المساعدة من حضرة ربنا لكي ينقذك من إحراج طلب المساعدات التي افتخرت بها سابقا ووصفت كبير مانحيها جزاء له على سخائه بأنه ملك العرب، انسى كل ذلك والتفت إلى ما نمتلكه من عقول علمية فذة تستحق التقدير، وواصل نجاحك في إجبار المخترعين الشباب ذوي الميول السياسية المدمرة على الفرار إلى الغرب المتآمر الذى يحتضنهم بخبث، واصل الإنفاق على شراء أدوات القمع وبناء سجون جديدة لكسر إرادة من يعترض بينما لا نجد أموالا كافية للعلاج والتعلم ونضطر إلى الاستدانة والتبرع لتوفيرهما، دع اللصوص الكبار يستمتعون بكل ما نهبوا من أموالنا وبريعها الذي لم يتوقف حتى وهؤلاء اللصوص في السجون، فهذا مال فاسد مطروح منه البركة التي أصبح الوطن يحيا بها، أما اللصوص فربما سيساعدك جهاز الكفتة في استدعاء قوى الخير منهم إن لم تلبي هذه القوى ندائك طواعية!