قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها اليوم الاربعاء عن سير الانتخابات الرئاسية في مصر"إن الناخبين خيبوا ظن عبد الفتاح السيسي، إذا لم تشهد مراكز الاقتراع الاقبال الذي كان يعول عليه وزير الدفاع السابق، والمرشح الأوفر حظا في هذه الانتخابات". وأشارت الصحيفة إلى الحملة التي قامت بها القنوات الفضائية الحكومية والخاصة من أجل دفع أكبر عدد من المصريين إلى المشاركة في الانتخابات. وذكرت أن مذيعا عبر عن استعداده لتقبيل أرجل الذين يخرجون للإداء بأصواتهم، ودعا إلى "قتل" النساء اللائي فضلن التسوق على التصويت في الانتخابات. بينما هدد رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، بفرض غرامات مالية على المقاطعين. وقالت الصحيفة إن هذه الانتخابات الرئاسية في مصر تجري في شكل مراسيم لتنصيب وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، رئيسا للدولة، ولكن الحكومة تخشى من نسبة المشاركة الضعيفة. وعلى الرغم من الحملة التي تقودها الحكومة والقنوات الفضائية المساندة لها، فإن مراكز الاقتراع بقيت مهجورة، مثلما كانت عليه في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. ونقلت الصحيفة عن محللين وباحثين قولهم إن الناخب المصري ناله التعب من تكرار العمليات الانتخابية في فترة وجيزة، كما أن حملة أنصار السيسي الذين أغرقوا الشارع بصوره، وبالأغاني المؤيدة له على امتداد شهر كامل، جعلت الناخبين يعزفون عن المشاركة. وأشارت الصحيفة إلى أن الحملة تزامنت مع عمليات قمع استهدفت الإسلاميين واليساريين المعارضين للحكومة. ونقلت الصحيفة عن رباب زين الدين، المتحدثة باسم حمدين صباحي قولها "إن 7 ملايين مصري صوتوا في اليوم الأول وأقل من ذلك في اليوم الثاني وأن ممثلي المرشح صباحي أخرجوا من مراكز الاقتراع". يشار الى ان الانتخابات الرئاسية التي تم مدها ليوم ثالث، هي إحدى خطوات خارطة الطريق الانتقالية، التي أعلنها الرئيس المؤقت عدلي منصور في 8 يوليو الماضي، بعد 5 أيام من عزل مرسي، وتشمل أيضا تعديلات دستورية (أقرت في استفتاء شعبي في يناير الماضي)، وانتخابات برلمانية (تجرى في وقت لاحق من العام الجاري لم يتحدد بعد). وبحسب مراقبين، فإن الوصول إلى نسب مشاركة تتعدى انتخابات الرئاسة في عام 2012، يمثل تحديا للسلطة الحالية، ويعطي الرئيس القادم شرعية على المستويين الدولي والمحلي.